المواطنة و الهویة الوطنیة و دورهما فی بناء الدولة فی المجتمع الاسلامی

ان مبدا المواطنة هو علاقة تبدا بین فرد ودولة، کما یحددها قانون الدولة، وبما تتضمنه تلک العلاقة من حقوق و واجبات فی تلک الدولة ویندرج ضمن هذا المفهوم، الحریة و ما یصاحبها من مسوولیات، فالمواطنة تسبغ او تضفی على المواطن حقوقاً سیاسیة و اخرى قانونیة و اجتماعیة و اقتصادیة و ثقافیة...الخ.ومع انه یصعب تحدید تعریف جامع ثابت لمبدا المواطنة باعتباره مصطلحاً سیاسیاً حیاً ومتحرکاً فی ، الا انه یمکن اعطاء تعریف عام لمبدا المواطنة ینحصر فی: المشارکة الواعیة والفاعلة لکل شخص دون استثناء و دون وصایة من ای نوع فی بناء الاطار الاجتماعی والسیاسی و الثقافی للدولة. قلیلة هی الدول التی تقوم على وجود مجتمع احادی الدین و العرق و اللغة، فمعظم دول العالم تضم اقلیات کبیرة تتمیز عن الاکثریة باصولها او بثقافتها او بدیانتها و فی اکثر من ثلثی دول العالم اقلیة من هذا النوع تضم (20 بالمائة) من السکان او اکثر. وقد و رثت الدول الحدیثة وضعاً کانت فیه الهویة الفرعیة عنصراً مهما فی ولاء الفرد، یکاد یکون طاغیا. و کان تصنیف سکان العراق خلال مرحلة تشکیل الدولة مبنیاً على اساس التقسیم الفعلی الموجود على ارض الواقع بین المجتمعات المختلفة، و على الرغم من ان هذه المجتمعات تاثرت بعملیة بناء الدولة الا ان التقسیمات هذه حافظت على اهمیتها فی مجرى العلاقات الاجتماعیة و السیاسیة فی الحقب اللاحقة.