المرجعیة و دورها فی الاحداث السیاسیة فی تاریخ العراق المعاصر (ثورة العشرین انموذجًا)

یتناول البحث دور المرجعیة الدینیة فی الاحداث السیاسیة فی العراق ولاسیما تلک التی عاصرت الاحتلال البریطانی و فی الحقیقة ان هذا الموضوع یضم فی طیاته تاریخ شعب ناضل الاستعمار واتخذ من مرجعیته الروحیة و الدینیة مرشدا و موجها للمضی فی مقاومة الاحتلال، و کان لهم الدور المشرف فی استنهاض الهمم و حشد الناس فی مقاومة الاحتلال البریطانی الذی کان یمتلک القوة و السلاح. و قد رکز البحث فی بدایته على وضع العراق الجغرافی والاسباب التی ادت الى استغلاله من قبل البریطانیین، وردة فعل العراقیین على هذا الاستغلال متمثلة بثورةعارمة ضد هذا الوجود الاجنبی، و کان للعشائر العراقیة الدور الاساس فی هذه الثورة تقودها المرجعیة الرشیدة، فقد کان لتوجیهاتها الاثر البارز فی اشعالها و نجاحها. ان البحث فی ثورة العشرین انما هو بحث فی علامة مضیئة فی تاریخ العراق المعاصر و تحولا خطیرا فی اتجاهاته الاجتماعیة، اذ اشترک فیها معظم الشرائح الاجتماعیة بمختلف انتماءاتها بقیادة المرجعیة الدینیة، و لقد قامت ثورات عدیدة على الاحتلال البریطانی باءت بالفشل باستثناء ثورة العشرین التی حققت اهدافها، و کانت بدایتها فی الرمیثة ثم امتدت الى کل مناطق الفرات الاوسط. و کانت من اهم اسباب نجاح الثورة وحدة الصف الوطنی و اتفاق الشعب بجمیع شرائحه على مقاومة المحتل، و المطالبة بحکومة وطنیة ترعى مصالح الناس، ثورة العشرین ثورة وطنیة اسلامیة ارغمت البریطانیین على الاعتراف باستقلال العراق فی ظل حکومة ملکیة بقیت الى قیام ثورة 14 تموز 1958 م بقیادة الزعیم عبد الکریم قاسم.