اشکالیات الثقافة و حصیلة المنهج فی الفکر الاسلامی دراسة بین التعایش و الارتباط الوجودی

ان آلیات تعزیز التعایش السلمی هی تلک العملیة التی تهدف الى تحقیق الوحدة الوطنیة و الاندماج الوطنی و التلاحم بین عناصر الامة وذلک بدمج الجماعات المختلفة و المتمیزة عن بعضها بخصائص ذاتیة فی نطاق سیاسی واحد تسیره سلطة مرکزیة واحدة و بقوانین تفصل کل اقالیم البلاد و تنطبق على کل افراد المجتمع. و ان ما نحتاج الیه هو ضرورة بناء مقتربات تبادل بین ما یحمله مجتمعنا من تنوع متعدد العناوین، و من الوسائل التی تعمل على ذلک: اعادة بناء موسسات الدولة: ان السبیل الامثل لاعادة بناء الادارة الموسسیة (الدولة) تحتاج الى نقطة شروع موثوق بها کی لا یتحول الجهد الى نسق نحو النیل من عملیة التعایش السلمی واطارها الوجودی. ضرورة خلق وعی ثقافی-اجتماعی شعبی بالمواطنة والتعایش: ان المجتمع العراقی بحاجة الى استیعاب عملیة التغییر السیاسی لاستثمار التغییر الذی حصل فی نیسان 2003، فهناک شرائح ما زالت دون استیعاب عملیة التغییر او ضدها بسبب المصالح او الولاء للنظام السیاسی السابق، و هناک شرائح اخرى استقبلت التغییر کانه انتصار مذهبی او اثنی. ضرورة تغییر القناعة بالمواطنة من الولاء الى العمل: ان الانسان العراقی یمتلک الوعی السیاسی و الشجاعة و الموقف فی الافصاح عن قناعته فی المشارکة و البناء، و یمثل هذا عتبة انطلاق ینبغی استثمارها، و بقدر ما هی معنیة على ترسیخ دعائم التعایش السلمی لانها الخیار الوحید للاندماج الاجتماعی و السیاسی. ضرورة تشجیع ثقافة الحوار و التسامح: ان اتمام عملیة التعایش السلمی المبنیة على الاعتراف بالاخر، و التسامح و تجاوز تراکمات الماضی ونبذ العنصریة و الطائفیة، انما شکل الخطوة الاهم بالتحول من ثقافة التراکم لسلبیات الماضی الى ثقافة البناء الایجابی نحو المستقبل.