اثر المرجعیة فی بناء المجتمع

یدرس هذا البحث الاثر المترتب على مزاولة المراجع اعمالهم الشرعیة فی بناء المجتمع، و ما من شکّ انّ هذا الاثر سیکون ایجابیا؛ لما عرفوا عن هذه الطبقة من الناس به من ورع و سلوک قویم معتمدین على هدف اسمى هو هدایة الناس. و یبرز دورهم الکبیر فی ایام المحن و الشدائد التی تمرّ بالاٌمّة ،اذْ یلجا الیهم الناس طلبا لامر الفتوى و کیف یتصرفون بناء على مقتضى الحال فیما یتعلق بشوونهم طبقا للشریعةالمحمدیة السمحاء .فقد حضّ کبار المراجع على العیش بوئام بین ابناء المجتمع على اختلاف طبقاتهم و ادیانهم فلم یکونوا یعنون بطائفة الشیعة – مثلما یتبادر الى الذهن لاول و هلة – مع انهم زعماء لهذه الطائفة، بل انهم یوکدون على السلم دوما منطلقین من النص القرآنی و سیرة المصطفى الکریم صلى الله علیه و آله و سلم و سیرة آل البیت الطاهرین. و کانوا یقولون للناس ان الاختلاف بین الادیان مسالة مسالة طبیعیة تفرض التعامل معها بعقلانیة و ایجابیة. و قد فرض الدین الحنیف العدالة بین افراد المجتمع؛ لمعرفة الشارع المقدس بالمخاطر التیتحدق بالامة – فی حال فرّط الناس بهذا – و یجب الانتباه الى مسالة مهمة تتعلّق بالکوارث المتاتیة من الصراع الدینی، فقد مرّت شعوب بحروب طاحنة وقع على اثرها الالاف من الناس نتیجة للحروب الدینیة و المذهبیة، فهی اخطر ماتکون على الناس ولا سیما اذا استغلها المتصیدون بالماء العکر او الذین یبحثون على المصالح. و کانت المرجعیة توکد ایضا من خلال خطبها على الاصل الانسانی الواحد من خلال الخلق الاول لادم و منه خلقت زوجه حواء؛ و ما ذاک الا لحض الناس على التکاتف و العمل البناء و الالتفات الى ما یجمع الناس على کلمة سواء و على مشترکات الانسانیة. و کانت المرجعیة تتخذ من القربین الکریم و سیرة الرسول (ص) العطرة و آل بیته الاطهار منارا لتوجیه الناس من اجل بنائهم بناء صحیحا غیر ذی عوج بعیدا عن الانحراف الذی نراه هذه الایا و ما ینجم عنه من فرق ضالة او متطرفة تودی بالنتیجة من نفور الناس من الاسلام و تتخذها حجة للتدخل فی شوون المسلمین و تشتیت کلمتهم و تفریقهم من اجل اضعافهم و من ثم النیل منهم.