>
Fa   |   Ar   |   En
   خطاب الانبیاء لاقوامهم - منهج حیاة وطریق نجاة  
   
نویسنده عطیّة رحیم خریبط
منبع مجلة مركز دراسات الكوفة - 2020 - دوره : 1 - شماره : 59 - صفحه:1 -22
چکیده    یبحث هذا الموضوع جانباً مهماً اثّر بشکل مباشر او عظیم فی حیاة البشریة هو حوار الانبیاء مع اقوامهم ؛ لانّ الانبیاء یعدّون الفئة الموثوق بها التی تنقل الاخبار والشرائع من السماء بشکل دقیق الى الارض . وینظر فی الاسالیب التی یتبعها النبی ع فی توجیه قومه و اشادهم الى الطریق القویم الذی لا عوج فیه مع الاخذ فی الحسبان اختلاف کل نبی عن الانبیاء الآخرین فی الطریق الذی یتخذه فی بثّ رسالته فهو یقدّر المستوى الفکری لقومه وما بلغوه من رقیّ عقلی او المهن التی کانوا یزاولونها .فضلاً عن الانبیاء من اصحاب الکتب السماویة والصحف التی نزلت علیهم فهم یختلفون عن غیرهم من الانبیاء الذین لم تنزل علیهم مثل تلک الکتب او الصحف . وسواء اکانت النبوات من اصحاب الکتب ام لم تکن من غیرها فانّ المنهج واحد فی الهدایة والارشاد ؛ لانّه قد صدر من لدن حکیم خبیر لا یتغیر بتغیّر الزمن او تطوّر الحیاة .وبشکل عام کان الانبیاء ع یتوجهون الى اقوامهم بالحوار والموعظة الحسنة من اجل هدایتهم الى طریق الحق الذی یرضى به الله سبحانه وتعالى . وکان الصبر هو السبیل الوحید الذی تتخذه النبوات فلا یجد الملل او السام طریقه الى قلب النبی ، وبذل الرسل والانبیاء کلّ شیء من اجل الوصول الى اهدافهم وقدّموا الغالی والنفیس من اجل الحقّ وتعرّض جمع منهم الى صنوف التعذیب والصدّ والاستهزاء والقتل .وقد مرّت البشریة بتطورات وتقلّبات هائلة کان الانبیاء یواجهون المشاکل والعقبات امام اقوامهم ، فیبرز العتاة والمردة واهل المصالح والثراء فی وجه کلّ نبی ؛ لانهم لا یریدون التضحیة بما یملکون من اجل العقیدة ولا یریدون التنازل عمّا حصلوا علیه . وقد لا ینجح النبی مهما طال به العهد مثلما حصل مع النبی نوح ع مع انّه ظلّ یدعو قومه ال سنة الّا خمسین عاماً ولم یجد من قومه الّا الاعراض والّا السخریة ، ولم یکن عدم النجاح راجعاً الى عدم تمکّن النبی من الاقناع ، بل هو راجع الى طبیعة النفس البشریة التی تمیل الى مصالحها والمحافظة على تلک المصالح .وقد ینجح النبی مثلما حصل مع رسول الله صلى الله علیه وآله وسلّم ، فقد تمکّن – بعون الله عندما جاء وفد من المدینة للقائه والاتفاق معه للهجرة الیهم – من ابلاغ رسالته کاملة خلال مدّة ثلاث وعشرین سنة . وتبقى هذه الرسالة قائمة الى یوم الدین وهی صالحة لکل زمان ومکان فهی مرنة ولا تتعارض مع العقل او مع التطور العلمی . وتبقى النبوات الفئة الصالحة من الناس التی لا ترید الّا وجه الله الکریم ، ولا ترید اجراً على عملها ، فلم تحتفظ البشریة بفئة خیر من هذه الفئة ، ولم تعرف رجالاً ادّوا امانتهم وما کلّفوا به على هذا الوجه من التفانی والاخلاص .
آدرس جامعة الکوفة, مرکز دراسات الکوفة, العراق
 
     
   
Authors
  
 
 

Copyright 2023
Islamic World Science Citation Center
All Rights Reserved