التاویل بین ضرورة استدلال واستراتیجیة فکر

یتناول البحث تحدید مفاهیم المفاصل النظریة التی تبتنی علیها الممارسة التاویلیة عند الحداثیین فی الفکر الاسلامی المعاصر مقارنة مع نظیرتها فی الطرح التراثی ؛ والهدف منه الاقتراب من الحقیقة الماهویة لهذه الممارسة ، فکان سوال البحث :هل هی فی وحدة ماهویة مع نظیرتها التراثیة ام فی تباین ماهوی معها؛ بحیث لا یجوز سحب المواقف مما هو تراثی على ما هو حداثی ؛ومنها الموقف من حیث الصحة والفساد وامکانیة القبول الدینی من الناحیة الفنیة - العلمیة بها وبالفکر الناتج عنها ، وکون ان الاصل فی (الواو) المغایرة فان عنوان البحث یشیر الى فرضیته ، وهی ان التاویل الحداثی مباین نوعا للتاویل التراثی ؛ وسیتم اختبارها وفق هیکلیة ومنهج محدد، اما الهیکلیة فتتکون من مباحث ثلاثة ،الاول یتناول الماهیة المفهومیة للمصطلح من حیث الموضوع والمجال والغایة، والثانی سیتناول الاشکالیة التی تعالجها الممارسة التاویلیة والدوافع لهذه الممارسة ،والثالث سیتناول مرجعیتها الفکریة واسسها المعرفیة . واما المنهج فسیقوم على قراءة الطرح النظری التراثی والحداثی المسند بنماذج تطبیقیة قراءة سیاقیة لاستنطاقه فی الدلالة على العناصر النظریة التی تضمنتها هیکلیة البحث ، وسیختم البحث باهم النتائج ؛منها : ان هذه الممارسة واسسها النظریة ما لم تتبنى على ما یمس الثوابت اللاهوتیة المتعلقة بالذات الالهیة وشخصیة النبی (ص) ، فانها تبقى اجتهادا علمیا فی دائرة الاجتهاد لیس لاحد الحجر علیه .