الاقطاعات فی العصر الفاطمی دراسة تاریخیة ( 358 - 567 هـ / 968 - 1171 م )

عُرِف الاقطاع منذ زمن مبکر فی الدولة العربیة الاسلامیة ، فقد استعمل فی زمن الرسول (صل الله علیه واله وسلم)وسیلة للتآلف فی الاسلام فضلاً عن اعمار الارض المیتة التی لیست ملکاً لاحد، وانَّ الاقطاع فی العصر الفاطمی استحدث فی ظروف سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة معینة فرضت نفسها على الدولة ثم اتخذ انماطاً فی المفاهیم والمدلولات المختلفة، فعند دخول الفاطمیین مصر سنة (358هـ/968م) ، کانت هناک اراضی للدولة واراضی الاملاک الخاص، وقد امن الفاطمیون المصریین على اموالهم واهلیهم واراضیهم وضیاعهم، وبذلک ثبتت فی العهد الذی اعطته الدولة للمصریین، اما الاراضی التی تملکها الدولة فهی الاراضی الخاصة بالغنیمة، وقد قاموا باقطاعها لاعوانهم، وذلک لاهتمام الفاطمیین بالاموال التی هی عماد الدولة وبها یکون استباب امورها وانتظامها ووقارها، وبذلک تقوى المهابة فی نفوس المصریین، ونفذت هذه السیاسة تدریجیاً حتى لا تثیر شعور القلق والخوف عند المصریین، حتى اصبحت مصر اثناء الحکم الفاطمی دولة ذات هیبة مستقلة ذات موارد مالیة متعددة، ولجودة نظمها وموسساتها الاداریة بقی نظامها انموذجاً یحتذى به بعد الفاطمیین، وصفوة القول هی معرفة اثر الاقطاع فی اقتصاد الدولة الفاطمیة ایجاباً او سلباً وکیف تنازلت الدولة عن جزء من الاراضی التابعة لها الى بعض الافراد مکافئة منها لاعوانها.