منهج ائمة اهل البیت (علیهم السلام) فی حل اشکال و تفسیر آیات المحو و الاثبات (البداء)

اتفقت الامامیة وطبقاً للنصوص القرآنیة المبارکة والاحادیث الواردة النبی محمد (صلى الله علیه و آله و سلم) و ائمة اهل البیت (علیهم السلام) على احقیة (البداء) بالمعنى الذی تقصده لا بالمعنى الذی قال به غیرهم، مستندین ایضاً الى حجیة العقل فی ذلک على انه تعالى عالم بکل الاشیاء و هو ازلی العلم و ان علمه سبحانه فیما کان و ما هو کائن فی الحاضر و ما هو سیکون فی المستقبل له الاحاطة بجمیع الاشیاء’ و لیس علمه بظهور الاشیاء بعد خفائها علیه، و هذا محالاً على الله تعالى, لکنه تعالى قد علق بعض افعال العباد بانفسهم حیث ان الانسان هو صاحب المصیر والتغییر وان الله تعالى یثیب و یعاقب على قدر افعال الانسان، و هذا ما اشارت الیه النصوص القرآنیة والاحادیث الشریفة منها ان صلة الارحام تطیل الاعمار ودفع الصدقة على فقراء المسلمین تدفع البلاء، و هذا هو الاساس الذی تقصده الامامیة فی معنى (البداء) و توول الیه لا لغیره کحدوث العلم بالاشیاء و الجهل بها مسبقاً من قبله تعالى کونه یستوجب النفص فی مقام الالوهیة و علم الله تعالى نافذ فی المخلوقات ازلاً و على نحو الاطلاق الابدی، و کذلک من المضامیین التی تحویها العقیدة فی (البداء) هو توسل العبد و انقطاعه لله (عز و جل) من اجل استجابة الدعاء، و کفایة مهماته، و استمرار التعبد له و ابعاده عن المعصیة و الوقوع فی الشبهات, وهذا خیر دلیل على احقیة البداء و عدم انکاره، اما الذین قالوا ببطلان البداء و انکاره اذ کان الاساس فی انکاره هو الفهم اللفظی المعنوی االمغلوط لعقیدة البداء التی قال بها الامامیة حیث یعتبرونه کفراً لاذعاً بحقه تعالى کون العقیدة فی البداء تستلزم العلم بعد العجز و الجهل لله تعالى و هذا یستحیل علیه سبحانه؛ لانه سبحانه له القدرة و العلم المطلق حتى قیام الساعة، بل المراد هو ان الانسان مختاراً فی افعاله و تصرفاته و ان البداوات التی تظهر للانسان نتیجة تلک الافعال التی یقوم بها لکن هذا لا یعنی ان الله تعالى لیس له العلم بهذا الحدوث بل مشیئته و ارادته تحیط على جمیع الاشیاء و حدوثها.