دیوان (فراغ بنکهة الکبریت) للشاعرة مسار حمید الناصری دراسة فی ضوء البلاغة الادراکیة

انّ شعر الشاعرة مسار حمید الناصری فی دیوانها (فراغ بنکهة الکبریت) یفرضُ على القارئ انْ یخوض غمار التجربة النقدیّة بمناهج و روى مخصوصة؛ لانّ اللغة عندها لیست انعکاسًا للواقع، بل هی نشاط مُتصل بالمجال الذهنی التصوّری الذی یکتسب مادته من جزئیات الواقع، و من صور الخیال بوصفه فضاءً غیر محدود للخلق و الابداع و التفکیر.و قد اقتضت طبیعة البحث ان یُقسّم على تمهید تناولتُ فیه مفهوم اللسانیّات الادراکیّة و نشاتها و اشکالیة مصطلحها و علاقة هذا التیار اللسانی بالبلاغة على مستوى الرویة و المنهج، و ثلاثة مباحث هی:المبحث الاول: الاستعارات الجدیدة فی دیوان فراغ بنکهة الکبریت. و المبحث الثانی: الاقتباس و التضمین ادراکیا فی دیوان فراغ بنکهة الکبریت. و المبحث الثالث: الذات و الآخر ادراکیا فی دیوان فراغ بنکهة الکبریت.خلُص البحثُ الى جملة من النتائج لعلّ اهمها ما یاتی:1- هیمنتِ الاستعاراتُ الجدیدةُ على دیوان (فراغ بنکهة الکبریت)؛ و ذلک لولعها بالمزج بین التصوّرات، و قد مکّنها ذلک من التعبیر عن معانٍ عمیقة، و افادَ البحثُ ممّا قدمته البلاغة الادراکیّة فی تطویر مصطلحی الاقتباس و التضمین البلاغیین، بالترکیز فی التصورات اولاً.2- قدّمتِ الشاعرةُ الذات بتصوّرات مختلفة مالوفة وغیر مالوفة عبّرت فیها عن کینونتها و شخصیتها و رویتها فی الحیاة، و بعض اسرار ذاتها الخفیّة و الغامضة، و کذلک علاقتها بالآخر و تفاعلهما معًا.3- من السمات العامّة التی اتسمت بها الشاعرة فی وصف الوطن انّ تصوّراتها و طرق تعبیرها تتصف بالمُبَاشَرة قیاسًا بالغموض الذی لحظناه فی شعرها الذی تناول موضوعات اخرى.