بَلَاغةُ خِطَاب الاشکَال الوَجِیزَة فی فن التّوقِیعَات الشعریّة

تقصّت هذه المقاربة کثافة النوع الوجیز التعبیریّة، و تلوین معانیه لتنسجم مع حَدّه اللفظیّ المُختزل و نوعه الابداعیّ ثم کشفت حرکیّة المکوّن البلاغیّ على ما و جزّ من المقال، فدرست الاشکال الوجیزة متمثلةً بفنون القول، و باحثةً عن الاثر، و الوظیفة المُترسبة فی ذائقة المُتلقی فوردت التوقیعات موثثة لمفهوم السلطة و ما تمنحه من امر بالقبول او الرفض, لکنّها فی توقیعات شعریة مختارة من التراث العربی القدیم عالجت ظواهر انسانیّة مُستهلةً بسوال یُجنى جوابه بامضاء على الرقعة المُرسلة، فیکون عندئذ قد اجاب بقولٍ بلیغٍ تشهدُ له ارباب الصناعة فی التراث العربیّ القدیم، فاحتذوه، و تمثلوه، فظهرت التوقیعات باسالیب بیانیّة، متارجحة بین البیان، و المعانی، و البدیع، فالاشکال الوجیزة تقوم على بلاغةٍ موازیةٍ لبلاغة النصوص الممتدة، منسجمة تماماً مع عناصر الشکل الوجیز: کالتکثیف، و القصر، و الرمز.