نظرة جدیدة فی تحلیل مشاهد الصید فی فنون بلاد الرافدین خلال الالفین الثالث و الثانی قبل المیلاد

یعود تاریخ مهنة الصید الى عصور مبکرة من حضارة بلاد الرافدین، اذ سبقت معرفة الانسان للزراعة و تدجین الحیوان، فقد اعتمد الانسان آنذاک فی تامین قوته على الصید و جمع النباتات البریة و النقاط التمار، و بما ان الکتابة لم تکن اخترعت بعد لذا یعتمد علماء الآثار على بعض الشواهد المادیة المتمثلة بادوات و آلات الصید المستعملة فی ذلک الوقت و معظمها ادوات حجریة ومطلع العصور التاریخیة کشفت لنا النصوص المکتوبة بالخط المسماری عن مدى اهتمام سکان بلاد الرافدین بهذه المهنة التی بانت مصدراً اقتصادیاً مهماً فی حیاة السکان، ولاهمیتها الاقتصادیة فقد ذکرت فی النصوص المسماریة السومریة و الاکدیة واصبحت من الرکائز الاساسیة التی یعتمد علیها اقتصاد المدن، و کان الصیادون یمثلون فئة مهمة من فئات المجتمع، اذ کان بعضهم یعمل لمنفعة شخصیة غیر تابع الدولة، و البعض یعمل لصالح القصر و البعض الآخر للمعبد وکانت تترتب علیهم واجبات عمل تجاه القصر والمعبد لتقاضیهم اجور عمل من الدولة و یعکس لنا الکم الهائل من المنجزات الفنیة التی ابدع فی تشکلیها الفنان الرافدینی القدیم الدور الحضاری الکبیر للنحات الرافدینی فی تفاعله مع المجتمع لنقل صورة واضحة عن الحیة و الممارسات الیومیة للمجتمع، کما ان الدلالة الفنیة لموضوع الصید بالتحدید توکد بنحو او بلخر ایدولوجیة ذلک العصر فالافکار التی یعبرعنها الاطار العام للمشهد الفنی ماهی الا انعکاس لتولیفة المجتمع الذی یعیش به و بالتالی یکون الفن بجمیع عناصره تحت تاثیر المجتمع.