الطرق التجاریة عبر الصحراء اللیبیة و دورها الاقتصادی فی القرن التاسع عشر المیلادی

ان القوافل التجاریة تمر عباب الرمال فی صحراء لیبیا لتصل شواطئ البحر المتوسط باواسط افریقیا لمئات السنین کانت من اهم مصادر الحیاة لآلاف من اللیبیین بدءاً بعمال تفریغ وشحن السفن وانتهاءً بسکان النجوع و الواحات الممتدة داخل الصحراء خصوصاً منذ ان اخذ مناخ الارض اللیبیة فی المیل الى الجفاف واتساع مساحة الاراضی القاحلة و نضوب المیاه العذبة فی العدید من الینابیع.ولقد هیا الموقع الجغرافی الممتاز للارض اللیبیة کی تتبوا سده الصدارة فی مجال التجارة خلال سنوات طویلة بلا منازع او منافس فکانت هذه الارض حلقة وصل بین مجاهل افریقیا والعالم الخارجی من جهة و ترابط المجتمع اللیبی من جهة اخرى کما کانت صلة الوصل بین مغرب الوطن العربی بمشرقه فساحلها الطویل المنحنی نحو الجنوب جعل موانئها اقرب المنافذ للوصول الى منتجات وسط افریقیا الاستوائی کما ان حیاة العمران و تعدد المحطات و الاستراحات على طول الشریط الساحلی و الطرق الداخلیة الموازیة له سهل عملیة تنقل الاشخاص و البضائع من مصر و الشام و الحجاز الى تونس و الجزائر و المغرب و الاندلس.و الطرق التی کانت تسلکها قوافل الجمال المحملة بالسلع والبضائع المتعددة من والى لیبیا نجد ان هذه الطرق قد شکلت شبکة واسعة متداخلة غطت معظم الاراضی اللیبیة من الشمال الى الجنوب و من الغرب الى الشرق ولا شک ان هذه الشبکة المنظمة هد ساهمت فی تکوینها مجموعة من العوامل منها طبیعة النقل و التحرک التجاری بوسائط کانت تعتمد ظهور الجمال و الذی یتطلب توفیر محطات للتموین و الراحة متواصلة و متقاربة و منها ایضاً توفیر المیاه العذبة کل هذا کان یساعد دائماً على وجود السکان على طرق التجارة و بالتالی الى تعاون هولاء السکان مع بعضهم البعض و بالتالی فان النتیجة کان یودی الى ترابط السکان و القبائل فی تلک المناطق مع المناطق الاخرى.