نظریة المعنى فی السیّاق مقاربة تاویلیة

یدور هذا البحث حول نظریة من نظریات المعنى، هی نظریة المعنى فی السیاق التی استطاعت ان تُخرج البحث اللغوی من عباءة مفهوم الانظمة الثابتة والنسق المغلق الى عالم الکلام و الاستعمال اللغوی و انفتاح النسق، فصار للمعنى منهج عملی استطاع ان یکسر الحاجزالذی وضعته النظریات الصدقیة فی بحثها عن المعنى المنطقی الذی تبناه فی ما بعد علم الدلالة ردحاً من الزمن.لقد دخل المعنى، مع نظریة السیاق، الى عالم اوسع بعد ان اجتاز حدود اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعیة، و من ثمّ صار النسق الاجتماعیالثقافی مصدراً رئیساً من مصادر المعنى، و صار هتاف (فتخنشتاین): (لا تسل عن المعنى، و انّما اسال عن الاستعمال) شعاراً لنظریةالسیاق، و ابحاث (مالینوفسکی) فی تراث المجتمعات البدائیة و تاریخها طریق ل (فیرث) لان یوسس لنظریة السیاق و یضع اسسها،فاصبح المعنى عنده فی السیاق، او هو وظیفة فی سیاق. لکنّ مفهوم السیّاق قد توسع مع الدراسات التداولیة و الوظیفیة، حتى کادت ان تسمى التداولیة بالسیاقیة، بناء على تاثیر السیاق فی هذهالدراسات التی اعطت دوراً واسع للمتکلّم لصیاغة المعنى انتاجاً، و للمخاطَب تلقیاً و تاویلاً، فهما معاً قادران على الانتاج و التاویل؛ و وضعالمعنى فی سیاقه، و منغمسان معاً فی الخلفیة المعرفیة التی تجمعهما فی مجتمع لغوی معیّن.انّ هدف هذا البحث هو التعریف بالمقاربة التاویلیة للمعنى الذی تقدّمه النظریة السیاقیة، فضلا عن انّ المحتوى الذی یتضمنه البحث یقعضمن اختصاص الباحث.