المراة و العنف الاجتماعی

یشهد العالم مرحلة من مراحل التوتر و عدم الاستقرار تنعکس فی نتائجها على عدد من الظواهر الاجتماعیة غیر المالوفة و فی مقدمتها ظاهرة العنف العائلی وظهور العنف بشکل صارخ اثار فی نفوسنا قلقا ادى الى ظهور التساول عن کیفیة الاستجابة لمثل هذه الظواهر و ما العمل من اجل التقلیل من سیطرة العنف ؟ ولاسیما انه مرتبط بتعقد تنظیماتنا الاجتماعیة و بدرجة تطورها و فی ضوء هذه الاعتبارات المهمة و ما قد یترتب علیها من نتائج و نظرا لان هنالک دلائل قویة على ظهور انماط معینة من جرائم العنف تستهدف النساء تحدیدا و تعرض حیاتهن و قدراتهن للخطر لا لشیء الا لکونهن نساء سواء کانت هذه الجرائم امتدادا للتیار العالمی للعنف او انها ولیدة البیئة المحلیة فقد اقتضى الامر وضع موضوع المراة و العنف الاجتماعی ضمن الموضوعات المطروحة للمناقشة و على الرغم من ان مشکلة العنف ضد المراة لیست بای حال ظاهرة جدیدة على الجنس البشری وقد صاحبت دوما و منذ لقدم الازمان تاریخ النوع الانسانی لکنها و خلال السنوات الاخیرة اصبحت امرا مثیرا للقلق و الاهتمام نظرا للزیادة الملحوظة فی سلوک العنف فی الدول العربیة فهنالک حوادث القتل و حوادث الاغتصاب و الاکراه على البغاء الى غیر ذلک من حوادث الاعتداء البدنی والاکراه الجنسی و اختراق خصوصیتها و تعریض جسدها للاذى. تضمن بحثنا هذا الموسوم (المراة و العنف الاجتماعی) اربع فصول تناولنا فی الفصل الاول منهجیة البحث و اهم المفاهیم و المصطلحات اما فی الفصل الثانی تناولنا فیهالدین ونظرته للمراة و العادات و التقالید التی تشکل العنف ضد المراة و موقف التشریعات الجنائیة من هذا العنف اما فی الفصل الثالث فتضمن اسباب العنف والنظریات التی درست العنف و انواع العنف اما الفصل الرابع لقد خصص للدراسة المیدانیة حیث تناولنا به خمس مباحث تناول المبحث الاول (البیانات الاولیة عن مجتمع البحث و التعریف بالعینة من حیث العمر و الحالة الزوجیة و عدد افراد الاسرة و المرحلة الدراسیة و الموطن الاصلی للاسرة و دخل الاسرة) و لقد تم تفریغها فی جداول فی حین تناولنا فی المبحث الثانی البیانات الاساسیة و یشمل عدد من المواضیع منها هل هنالک مساواة بین الرجل و المراة من حیث الحقوق و الواجبات ؟ هل ان العلم یعتبر سلاح لتحریر المراة ؟ هل ان العادات و التقالید تقف حجر عثرة امام تقدم المراة ؟ و هل ان القانون یساوی بین الرجل و المراة؟ و هل هناک دور لوسائل الاعلام فی التقلیل من التمییز من خلال البرامج التی تبثها؟ و هل ان الخدمة الاجتماعیة قادرة على تقلیل من ظاهرة العنف ضد المراة ؟ و لقد تم تفریغها فی جداول و تحلیلها وتناولنا فی المبحث الثالث النتائج و الرابع التوصیات و المبحث الخامس العلاج. الله ولی التوفیق.