مفهوم الدولة المدنیة (مقاربة نقدیة)

یثیر بحثُ مفهوم الدولة المدنیة جملة اسئلة تستدعی حتما اجاباتٍ عنها فی قول واحد تتعلق ب: الفضاء المرجعی للمفهوم فی الارث الفکریالاسلامی المشترک، و هل یملک مشروعیة معرفیة و مصداقیة توهلانه لیصبح موضوعا للبحث النظری، ان لم یکن مجرد اشکالیة نظریةزائفة ؟ ما الطابع العلائقی بین المفهوم و نظیره المجتمع المدنی، و کیف یمکن فضّه؟ هل یوسس المفهوم لاستقلال المجال السیاسی عن المدنی، و یقرّ بالفصل بین المجالین العام و الخاص؟ و بالتالی هل یحتمل مثل هذا المفهوم تمییزاً بین منظومتی الحقوق، حقوق الانسان و حقوق المواطن، اللتان کرستهما الحداثة السیاسیة و اتسمت بهما المنظومة الحقوقیة للدولة الحدیثة؟ و هل یوجد، من منظور الدولة المدنیة، المجتمع المدنی و الدولة من اجل ذاتهما و بذاتهما ام من اجل ارادة مفارقة و غایات اخلاقیة متسامیة؟ هل السیاسة فی الدولة المدنیة شان عام و یمارسها المواطنون بحریة بصرف النظر عن دیانتهم، ام شانٌ خاصّ حصریّ بنخبة من رجال الدین و الفقهاء؟ هل تتم مقاربة الفعل السیاسی کممارسة دنیویة مباشرة، بصرف النظر عن دلالاتها الآخرویة او السماویة؟ و هل السیاسة منبثقة عن الذوات التی تحملها و تمارسها ام من مصدر او مرجعیة اخرى، و بماذا تبرر؟ هل بالتشریع الدینی ام بالبشر و مصالحهم؟