منهج ائمة اهل البیت (علیهم السلام) فی حل اشکال و تفسیر الآیات التی تنص على الامامة

ان الناظر فی الآیات القرآنیة الدالة على الامامة نجد ان الامام هو الموتم و المتبع، و هو الشخص الذی یجب ان یقتدى به و هذا ما اشارة الیه القرآن الکریم قوله تعالى: (و جَعَلنَاهُم اَئِمَّةً یَهدُونَ بِاًمرِنا) (سورة الانبیاء: 73)، و لیس المکان الآخر الذی اشار الیه ایضاً قوله تعالى: (اَئِمَّةً یدعون الى النَّارِ) (سورة القصص: 41)، فالامام هو المعصوم و المهتدى من قبل الله تعالى لا الامام الضال او الکیفیة الخارجة عن التعیین الالهی، اذ الامامة استمرار لخط النبوة فی المسولیات و تبیان الاحکام الالهیة والحکم فی الفصل و القضاء و الرئاسة العامة بین المسلمین و قیادة المجتمع بالصورة التی رسمها الوحی الالهی للنبی الاکرم محمد (صلى الله علیه و اله و سلم) و هذا نابع من ضرورة القیادة العلیا فی المجتمع، و هذا ما اعتنى به النبی الاعظم بتکلیف من بعده و اعلن ان زمام امور خلافة المسلمین یجب ان تکون بید الامام علی (علیه السلام)، و هذا بوحی الله تعالى الیه کما اتضح من السیاق القرآنی؛ کون الامام المرجعیة الدینیة للمسلمین، و هو الوارث الشرعی و المکمل لعلم النبی محمد (صلى الله علیه و آله و سلم) و ما جاء به بصورة تامة لا نقص فیه، و هذا آمر الهی یستمر حتى قیام الساعة؛ ذلک ان تعالى قد تکفل بعدم خلوا الارض من امام عادل یحق الحق و یحققه من حیث رجاحت عقولهم وفکرهم النابع من علم الله و رسوله الکریم و قد امرهم ببیان احکام الاسلام بالصورة الکاملة للناس، و من هذا الموقع ینتج ان وظیفة الامام هی اکمال و بروز الاحکام التی جاء به الاسلام على ید النبی الاعظم ولا تنتهی تلک الاحکام و بیانها و ان لم تکن ناقصة بل لابدَ من ان هناک من یتصدى لبیان و اظهار العجز و الاختلاف فیها، و هذه رسالة السماء بان الارض لا تخلوا من حجة قاطعة تفصل بین الحق و الباطل و تبین مراد الله سبحانه من العباد، و استحالة ان یترک الله تعالى بیان دینه ناقصاً، حتى لم یحتج احدهم بان هناک ثغرة و حکم قد ترکها دون بیان معناها، بل امره الى تعیین امام له جنبه قدسیة یسالوه عما اختلفوا و بدا لهم لیجیبهم عند ذلک الخلاف و الاظهار.