مفهوم الانسان الکامل فی التراث

توکد کل الحضارات القدیمة الشرقیة والغربیة بالاضافة الى التراث الاسلامی الفلسفی و الصوفی و العرفانی على وجود الانسان الکامل الذی کان له دوراً کبیراً فی المعرفة بمختلف اتجاهاتها، و العلم بمختلف انواعه على ان البشریة لها القدرة على ادراک بعض الحقائق الالهیة و لیس کلها و ذلک بسبب ان العقل الانسانی یکون فی عجز تام فی معرفة حقائق الاشیاء التی تتعلق بالخلق انَّ الانسان الکامل یرفض الاعتماد على الموثرات الخارجیة و الداخلیة التی تظهر عن طریق الحواس و الرغبات، مثلما یرفض الصوفی الاعتماد على الانطباعات الداخلیة التی تاتی الى الافراد من خلال القلق و التامل هذا من ناحیة ومن ناحیة اخرى یعتمد الانسان الکامل على معرفة الذات، و ذلک بسبب ان حیاة الانسان الکامل تتضمن الفرح و الامل و الایمان، و کذلک فان الانسان الکامل یرفض المنفعة المادیة التی تقوم العلاقة بین التصوف و العرفان و الانسان الکامل من خلال ان المعرفة هی العلم الالهی، فالانسان الکامل هو العارف الذی یحصل على المعرفة من الله تعالى، اذ یوکد الانسان الکامل على تعصم النفس من الوهم و الملذات الدنیویة، ولکی یحصل ذلک لابد من تحلیل مضمون المعرفة العلمی للانسان الکامل اولاً، و من ثم تحلیل مضمون طبیعة المعرفة النظری ثانیاً.