الهویة المقموعة - هیمنة المرکز وتشظی الهویة

یواجه الباحث فی مسالة الهویة وتمثلاتها فی السرد العربی القدیم، ولاسیما فی العصر العباسی الثالث مشاکل جمة؛ نتیجة لِما شهده هذا العصر من تحولات کبیرة اثرت فی طبیعة النظام العام، و غیرت مجرى التاریخ السیاسی، و الاجتماعی، و الثقافی للمجتمع بفعل السلطة و ممارساتها، مما انعکس سلباً على الهویة، الامر الذی ادى الى تماهی الهویات حیناً، و تلاشیها فی احایین اخرى فاصبحت نتیجة لذلک اکثر ضبابیة من سابقتها، فضلاً عن الصراعات القومیة و الطائفیة التی کان من نتائجها ظهور خطابات سیاسیة، و دینیة، و ثقافیة متصارعة فیما بینها من اجل الاستحواذ على السلطة و فرض الهیمنة على الطبقات الاجتماعیة المختلفة، فاسهمت هذه الصراعات بشکل مباشر فی اعادة انتاج السلطة و الهویة على وفق التشکیل الایدیولوجی لنظام الخطاب سواء اکان سیاسیاً ام دینیاً ام ثقافیاً.