الجمعیات و النوادی و الاحزاب فی النجف 1900 - 1958

شهدت مدینة النجف تطورات سیاسیة و اقتصادیة و اجتماعیة خلال القرن العشرین، کان لها الاثر الکبیر فی تاسیس عدد من الجمعیات و النوادی و الاحزاب او فروعا للاحزاب السیاسیة التی اُسست فی العاصمة بغداد السری منها والعلنی. ادت هذه الجمعیات و النوادی و الاحزاب او فروع الاحزاب دورا ثقافیا، و اجتماعیا، و سیاسیا واضحا و موثرا خلال العقود الستة الاولى من القرن العشرین (1900 ـــ 1958)، وهی المدة التی خصصناها لدراستنا هذه.کان لنشاط هذه الجمعیات و النوادی و الاحزاب الدور الواضح فی تطویر الوعی المجتمعی و کسر قیود العزلة، و الاطر المحافظة، التی سادت فی المجتمع النجفی لسنین طویل. ادى ذلک الى ظهور مفاهیم جدیدة ، وقناعات غیر تقلیدیة، دفعت بالمجتمع المحلی المحافظ الى تجاوز القیود القدیمة التی سبق وان عُدت من الثوابت، لمواکبة التحدیث الذی بدا یفرض مساراته ضمن اطار التجدید مرة و التمرد مرة اخرى. قاد الوعی الجدید الى مساهمة مختلف شرائح المجتمع المحلی من مثقفین، و طلبة، و عمال، فضلا عن مجموعات متنورة من رجال الدین، فی السعی لاعادة البناء الفکری المحلی و دفعه باتجاه الحداثة، و البحث عن دور فی الساحة السیاسیة المحلیة و العراقیة. مما قاد الى بروز دور النجف الموثر ثقافیا و اجتماعیا و سیاسیا فی الکثیر من الاحداث. و على الرغم من سطوة تیار المحافظین و تاثیره على العامة من الناس، الا ان لم یستطع ان یوقف نشاط تلک الجمعیات و النوادی و الاحزاب و دورها کمنظمات مجتمع مدنی، و ان سعى الى تعثّر عمل بعض منها.