الامراض و الاوبئة عند العرب من خلال کتاب الحیوان للجاحظ

وجد العرب ضرورة معرفة ما یواجهونه فی حیاتهم الصحراویة والحضریة من امراض واوبئة لها علاقة مباشرة او غیر مباشرة بحیاتهم، ولما کان العرب یالفون العدید من الحیوانات کالخیول و الکلاب على سبیل المثال لا الحصر ویستخدمونها فی حلهم وترحالهم، لذا فان هناک تماس مباشر بین ما یصیب الحیوان من مرض و وباء و امکانیة اصابة الانسان بذلک المرض عن طریق العدوى، فنجد من الطبیعی ان یترتب على ذلک اهتمام عدد غیر قلیل من العلماء الذین و جدوا من الاهمیة بمکان الوقوف على دراسة و معالجة هذه الامراض و طرق انتشارها و کیفیة معالجتها و الوقایة منها، ولم یکن الجاحظ اول من اهتم بذلک لان العرب منذ القدم لهم اهتماماتهم بمجال الطب والادویة الا ان ما یمیز الجاحظ هو جمعه لمعظم المعلومات التی تتعلق بالانسان و الامراض التی تصیبه من الحیوان او من البیئة وکیفیة معالجتها و لعل ما یوکد ما ذهبنا الیه من اهتمام الجاحظ بعلاقة الانسان بالبیئة و ما یصیبها منها من سقم او عافیة نجد ان ابن خلدون ((ت 808 هـ)) قد اصل لفکرة الجاحظ بقوله ((ان اصل الامراض الاغذیة الغلیظة والاغذیة المخلوطة بانواع التوابل، ثم ان الجو الفاسد الناتج من تزاحم الناس فی المدن و تراکم فضلاتهم ومن ثم قلة الریاضة تودی الى ظهور الامراض))، و لعل ما یلفت النظر الى اهتمام الجاحظ بالاغذیة واوقات تناولها هو لاصابته بالفالج علاقة ذلک وفقاً للطب النبوی باکل السمک لیلاً، ربما یکون احد اسباب تالیف الکتاب من قبل المولف، اذ عُد مولفه من اروع الموسوعات التی شملت تنوعاً ادبیاً و علمیاً واضحاً علیه ایضاً متابعة المعلومة العلمیة من الشرق و الغرب و هذا ان دل على شیء فانه یدل على الاثراء العلمی الذی تمیز به الجاحظ فی وقته.