الصلة بین الفلسفة و رای المعتزلة من المتکلمین فی مسالة الفعل الانسانی

یتناول هذا البحث قضیة, الفعل الانسانی بین الفلسفة وعلم الکلام والتی تعتبر هذه محور الدراسات الانسانیة، بوصف الانسان جوهر الوجود فبینا مدى الصلة بین الفلسفة و علم الکلام فی هذه المسالة المهمة، و التی تتعلق بعقیدة العدل الالهی و مدى الحریة الممنوحة للانسان فی القیام بافعاله و التی لطالما ارقت المسلمین و منها قضیة الاختیار و الجبر، فکثرة فیها الجدال بین المتکلمین الفلاسفة فکلاً وضع لها شروط و قواعد حتى یتحقق هذا الفعل الانسانی، و على ضوءها یکلف العبد للقیام بالاوامر التعبدیة و اعطاء للعقل مساحة واسعة فی الشرع، فالمتکلمون اقروا بحریة الفعل، ولکن بشروط و قسموا الافعال الى اختیاریة وافعال اضطراریة، فمعمر بن عباد السلمی مثلاً قد مزج بین الفعلین، و ابراهیم بن سیار النظام قد ذهب الى القول بخاطر الطاعة و خاطر المعصی و وهما خلقها الله تعالى داخل الانسان ایضاً قد عالجوا هذه المسالة، وهم اقرب الى المتکلمین المعتزلة و التاثر و التاثیر فیم بینهم واضحاً امثال ابو یوسف یعقوب الکندی، و ابو نصر محمد الفارابی.