الانزیاح الصرفی فی سورة یوسف

دراسة الانزیاح الادبی تبدا بالنظر الی مفردات النص و مرکباته، بالاستعانة بالعلوم الادبیة، من صرف و نحو و لغة و بلاغة، بما هى ادوات لبیان المعنى. تعتبر الفنون البلاغیة الادبیة من اکثر ظواهر الانزیاح ترددا و اوسعها انتشارا فی النص القرانی و قد تناول الباحثون العدید من السور القرانیة فراینا ان ندرس سورة یوسف (علیه السلام) نظرا لما تمتاز به من جمالیات اسلوبیة و فنون بلاغیة و دلالات واسعة فی المجال الصرفی لذا نسعی فی هذه الدراسة الی رصد مظاهر الانزیاح الصرفی فی سورة یوسف واستجلاء ما یشعه فی ذلک البیان الخالد من قیم و اسرار و دلالات و جمالیات فنیة. عند دراستنا لسورة یوسف نجد کما هائلا، من الانزیاح الفنی بمستویاته المتعددة ولاسیما الصرفیة التی لعبت دورا فنیا و حملت دلالة ثانویة ومن ابرزها: تنکیر الاسماء، استعمال فعل الامر بدل المضارع او استعمال المصدر بدل الفعل و العدول فی استعمال الضمائر من خلال استعمال بعضها بدل بعض و کذلک تشدید الافعال و ما فیه ذلک من زیادة المبنی لزیادة المعنی واستعمال اسماء الاشارة و قد کشفت هذه الظواهر جمیعا عن بعض سمات شخصیات السورة فنری شخصیة یعقوب وقد غلب علیه الحزن و القلق وبقی یتارجح بین القلق و الخوف و الامل و الایمان بقدر الله و شخصیة اخوة یوسف و بغضهم الشدید لیوسف (علیه السلام) وسعیهم الحثیث لکسب ود ابیهم و شخصیة یوسف (علیه السلام) و مکانته السامیة لدی ابیه و نصرة الله تعالی له.