الهویة الوطنیة وثنائیة اللغة تساولات فی تجربة النازحین دراسة

التفکیر فی التساولات التی یتضمنها البحث، و فرت اجابة مقتضبة عن تصورات النازح نفسه لطبیعة وجوده فی بیئة ممکن ان نسمیها الحاضنة او الموهلة للاحتضان بفعل المشترکات التی ینطلق منها فی التوجه لمثل هذه البیئة، وقد کانت عوامل تعزیز الهویة والتقارب على اساسها قد غلبت على عامل اللغة بکونها حاجزا مانعا من الاندماج الاجتماعی. وهذا یعنی ان الهویة الطائفیة او الوطنیة، تجاوزت کثیراً من الاعتبارات المانعة من الاندماج الاجتماعی قبل دخول داعش وحدوث مشکلة النزوح، وهذا ما حدث فعلا عندما دخل اهل السنة من سکنة الانبار. والمناطق السنیة الاخرى الى کربلاء او بغداد، ومن ثم احتضانهم ومد ید المساعدة لهم على وفق هذه الدوافع بمعنى هناک تجاوزات حصلت، وکانت اللغة والتقالید والاعراف والتقاطعات الطائفیة خلف ظهور کثیر من العراقیین الذین احتضنوا النازحین على اساس مبدا الشراکة الوطنیة، والتفکیر بالهویة الجامعة، من دون غیرها مما تقدم، وهذا یمثل قمة الاندماج التذاوتی بین مکونات و فرت السیاسة فیها شحنا طائفیا مفرقا ومبعدا،ولکن الوعی المشترک ساعد على تحقیق نوع من الوئام الاجتماعی. ولکن هذا الوئام الاجتماعی، یحتاج الى اعلام وطنی یمثل الصورة الحقیقیة للهویة الجامعة التی جسدها العراقیون فی تجربة النزوح مع بعضهم، و بما ان الساحة العراقیة تفتقد الى حد ما الى وسیلة اعلامیة مستقلة و وطنیة، فهذا یعنی ان للاعلام دوراً سلبیاً والى حد کبیر فی تعمیق الشرخ الطائفی، والتاکید على الثنائیات المفرقة، والمختلف الهویاتی، مع اظهار المظلومیة لکل المکونات والاقلیات و قد انتهینا الى قناعة ان الاعلام العراقی المبنی على هذه الاسس، لا یستطیع ان یحقق توازن بین مصلحته و مصلحة المواطن العراقی، ولا مصلحة البلد وبما انه لا یستطیع ذلک، فانه یبقى یجتر بتلک المفاهیم و تناقضاتها مخلفا بذلک تشویشاً للوعی والرای الوطنی العام.