التصویر الفنی للمراة فی شعر ابن زیدون

ان الصورة الفنیة هی تشکیل لغوی جمالی ینقل الادیب من خلاله تجربته الحسّیة او حالته العاطفیة بشیء من الابداع، وفق نسق خاص یتمیز به عن غیره من الادباء مستخدما فیه جمیع الوسائل المحسوسة لیعکس صورة الواقع الخارجی، فتنصهر من خلالها الروی و الافکار و المدرکات الحسّیة فتخرج للمتلقّی علی احسن صورة. وقد استخدمها الشعراء فی التعبیر بغیة تزیین معانیهم وعرضها فی اهاب جمیل فتباروا وبات کل منهم یرسم صوره الفنیة بمختلف التقنیات الاستعاریة والتشبیهیة. وکان الشاعر ابن زیدون من ابرز شعراء الادب الاندلسی وقد تمیز بصوره الفنیة ولاسیما فی رسم المراة التی اصبحت محور شعره فقد رسم من خلال الصور الفنیة مشاعره ونظرته تجاه المراة وجسدها بافضل المشاهد. اما التصویر الاستعاری فهو علی نوعین الاستعارة المکنیة والمصرحة وقد استعان الشاعر کل هذه الصور لیرسم محاسن حبیبته فصورها بهیئة وجهها وجبیبنها بهیئة الشمس والقمر، وعیونها بعیون الغزال، وطولها بالخیزران وخدودها بالورد، ورضابها بالخمر واغلب صور الشاعر مطروقة الا ان تنوع الشاعر فی التقنیات التصویریة وتکثیف الصور من خلال حشد العدید من التشبیهات والاستعارات وکذلک المبالغة قد میز لوحته الفنیة