موقف العلویین ما بین سیاستی المنتصر و المستعین

لقد حظی العصر العباسی الاول بعنایة المورخین و الباحثین و الدارسین العرب الذین دونوا ابحاثهم العلمیة، بمجریات الاحداث التی توالت على العصر الواحدة تلو الاخرى، فضلا عن التدخلات الخارجیة المتمثلة بالاتراک تارة وا لفرس تارة اخرى. لقد تمثل عصر حکام بنی العباس بالتعاقب لتولی الحکم خلف یتبعه خلف ای تولى السلطة الحاکمة بالوراثة من الاباء الى الابناء جیل بعد اخر دون النظر الى شروط تولى الحکم من شجاعة و مروءة و الامر بالمعروف و النهی عن المنکر وانصاف المظلوم و الاخذ بظلامته اذ کانت من وجهة نظرهم تولى الحکم ان یکون حصرا ضمن العائلة الحاکمة لاغیر. لقد انتشر فی زمن الحکام العباسیین ظاهرة الاغتیالات المعروفة داخل قصر الحاکم العباسی ای بین افراد الاسرة الحاکمة من جهة، و الحاشیة و ارباب الدولة من جهة اخرى للتنافس حول الوصول الى دفة الحکم اذ تمخض الامر عن اغتیال الخصم، کما حدث فی عصر المتوکل على الله العباسی الذی قتل من قبل ولده المنتصر بالله و بالتعاون المشترک بین کبار القادة الاتراک و تمکنهم من السیطرة على مقالید الامور، و تنصیبهم المنتصر بالله حاکما بعد ابیه، و غیاب نجم افول عصر المتوکل بالله، بعد خرق وصیة المتوکل على الله بان یوول الحکم من بعده لولی عهده المعتز بالله، اذ استطاع المنتصر بالله العباسی بالتعاون مع القادة الاتراک بتولیه المنتصر بالله حاکما للمسلمین .