رویة فی ختم النبوة من منظور الفکر الاسلامی المعاصر

ان خاتمیة النبوة و الرسالة و انقطاعها بعد نبوة نبی الاسلام محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) وان شریعته خاتمة الشرائع ضرورة من ضرورات الاعتقاد الاسلامی التی لا یختلف فیها اثنان من المسلمین ، بل حتى غیر المسلمین یعرفون انها من الواضحات فی الدین الاسلامی، و لکن مع ازدیاد و اطراد التطور المتسارع فی مناحی الحیاة المختلفة فی العصر الحدیث ظهرت الحاجة الى الاجابة عن اسئلة تخطر فی الاذهان بالحاح، من قبیل: مع هذا التغیّر الحضاری و التطور الهائل و الحاصل على الاصعدة المختلفة اَلم تکن المجتمعات البشریة بحاجة ماسة للوحی الالهی مجدداً ؟ یحاول هذا البحث تقدیم رویة جدیدة فی ختم النبوة ترتکز اساساً على رویة مطهری بعد ذکر مقدمات مهمة لفهم الخاتمیة، و اضافة بیان یُفسر طبیعة النضج و التکامل للنوع البشری، اذ لا یخفى ان التسلیم بحصول التطور و المسیرة التکاملیة للبشریة جمعاء لا یکفی وحده لتقدیم فهم دقیق عن الحکمة فی انقطاع النبوة و ختمها، بل لابدّ من معرفة طبیعة النضج الذی وصلت الیه البشریة، و هذا صلب المسالة و قوامها، و یمکننا القول ان عمدة هذه الرویة التی حاول البحث تقدیمها هو تفسیر النضج و التکامل البشری بانه تکامل فی ادراک العقل العملی للنوع البشری و المتحقق فی مصداقه الاکمل والاتمّ الرسول الاکرم (صلی الله علیه و آله و سلم).