التدوین و صیرورته فی العراق القدیم و تاریخ استکشافاته

یعد التدوین من الاکتشافاتالتی غیرت وجه التاریخ و نقلت معرفتنا عن تاریخ العراق القدیم من طلاسم الافتراضات فی عصور ماقبل التاریخ (العصور الحجریة) الى العصور التاریخیة، و حصل ذلک فی الدور المسمى الشبیه بالکتابی (proto literate) او بالدور الشبیه بالتاریخی(proto historic). اذ دون السومریون اول حرف فی مدینة الورکاء السومریة جنوب بلاد الرافدین قبل 3500 سنة قبل المیلاد تقریباً.بعد ان استغل الانسان السومری الطبیعة فی الجنوب و استعمل تربتها فی صناعة الرُقم الطینیة (التابلیتات) التی دونَّ علیها بواسطة الضغط بقطعة من القصب البردی ذی الراس المثلث او العظم او الخشبة. ونتیجة استخدام مثل هذه الراسیة للقصبة اصبحت الکتابة شبیهة بالمسامیر لهذا سمیت الکتابة المسماریة (cuneiform) وهی تسمیة لاتینیة من المصطلح ((cuneus و تعنی (مسمار) و من (form) و تعنی (شکل). و دون ایضاً على الحجر و المعادن و الخشب، و عُرف ذلک من خلال ماعثر علیه فی المواقع الاثریة من تماثیل و منحوتات و مسلات و اختام و اسطوانات و غیرها من المخلفات الاثریة التی دونت علیها. لم یکتشف التدوینبالخط المسماری بادئ الامربهذا الشکل، و لم یصل الى مرحلته النهائیة مباشرةً بل مرَّ بمراحل عدة هی: المرحلة الصوریة (pictographic) ثم الرمزیة (ideogram) و اخیراً المرحلة الصوتیة (phonetic).اما الاتجاه الذی دون به فقد کان من الاعلى الى الاسفل ثم اصبح یُکتب من الیسار الى الیمین. اما کیفیة حل الخط المسماری فقد دامت خطوات ذلک فترة طویلة من الزمن بذل فیها العدید من الرحالة و الهواة و علماء الآثار الاجانب الجهود المضنیة لمعرفة اسرارها و کیفیة قراءتها. و کنتیجة لهذا الاکتشاف اُعلن علم الآشوریات کعلم یُدرس فی المعاهد و الجامعات العالمیة. و یمکن الاستفادة من التدوین بهذا الخط للتسویق السیاحی فی وقتنا الحالی.