فلسفة المسوغات النحویة فی المیزان - مسوغات الابتداء بالنکرة انموذجًا

تعد فلسفة المسوغات النحویة من الموضوعات التی تکشف عن آلیة تعامل النحاة فی تقعیدهم مع التراکیب الخارجة عن اصلها؛ اذ تقوم على التسهیل و اجازة الاستعمال، وتکشف بالتالی عن ملامح الفکر النحوی فی مراحله المختلفة، و من هنا برزت مشکلة الدراسة و تجسدت فی تساولاتها الاساسیة: هل الخروج عن الاصل خروج عن قانون نظری شکلی یمکن تعویضه بالمسوغات؟ وما العلاقة بین الاصل واشتراطات المسوغات؟ و هل یودی المسوغ للخارج عن الاصل البعدین النحوی و السیاقی اللذین کان یودیهما الاصل؟ و ما علاقة فکرة المسوغات بالفکر النحوی؟ و جمعًا لاطراف تساولات الدراسة حدد میدانها فی (مسوغات الابتداء بالنکرة) لکثرتها و تباین النحاة فی التعامل معها. و قد قامت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی، و خلصت الى نتائج منها: فلسفة المسوغات النحویة، المتمثلة فی (مسوغات الابتداء بالنکرة) لها جذورها العمیقة فی الفکر النحوی؛ فالتراکم المعرفی الذی حوته تفاصیلها لا یمکن ان یکون مبنیا على اسس و همیة اذ یجسد مراحل زمنیة متصلة؛ فالضابط الذی اشار الیه سیبویه لضبط فکرة المسوغات فی بدایة مراحل هذا الدرس کان متزامنا فی اذهان النحاة فی المراحل التالیة له، وان تباینوا فی آلیة توظیفه؛ اذ صنَّفت الدراسة محاولاتهم حصر مواطن مسوغات الابتداء بالنکرة الى ثلاثة انماط، منها ما هو بیان بالسِّمات العامة للمسوغات، و منها ما هو بیان بالسِّمات الفرعیة لها، و منها ماهو تشقیق للسِّمات الفرعیة الى سمات فرعیة لها، کما صنَّفت سمات مسوغات الابتداء بالنکرة الى نمطین: سمات متعلقة بالنکرة ذاتها، و سمات متعلقة بخبر النکرة، و خلصت الى ان دلالة التخصیص من اکثر الدلالات بروزًا فی السمات المتعلقة بالنکرة ذاتها، و تتجلى فی علاقة التلازم و الارتباط بین رکنی الترکیب، و انَّ کلَّ مسوغ یحمل بعدین دلالیین: بعد سیاقی عام، و بعد نحوی خاص.