التراکم الدّلالیّ فی النّصّ القرآنیّ (دراسة فی الانساق الثّقافیّة)

تجسّد الخطاب القرآنیّ على وفق بنى ثقافیّة(لغویّة)منسجمة مع درجة وعی المخاطبین لتحقیق الحجّة الالهیّة القاطعة علیهم ، فضلا على الوسیلة الجّمالیّة فی ذاک الخطاب العظیم المتضمّن لصور بلاغیّة معیاریّة واخرى وصفیّة عظیمة تستدعی التّامّل والتّحلیل العمیقین ، وکلّ ذلک غیر مفارق لبیئة المخاطبین الطّبیعیّة والاجتماعیّة المدرکة وغیر المدرکة . من هنا اتّجهت تلک الدّراسة الى تحسّس ذاک المنجز اللغویّ فی الخطاب القرآنیّ من خلال وحداته اللغویّة العظیمة فکانت المساحة الاوفر حظّا للخطاب اللفظیّ بانساقه المتضمّنة لدلالات متعدّدة بعدها نسق التّرکیب الجّملیّ بتشعّب دلالاته والاقل اشتمالا للحدث القرآنیّ الحرکات والاصوات اللغویّة والمقاطع فی میدان دلالة(الحمل) المثیرة لدهشة المتلقّیّ بفعل دّقة توظیف تلک الوحدات اللغویّة فی الالفاظ والتّراکیب ، اذ یعسر على الدّارس الفصل بین تلک الوحدات اللغویّة بفعل وحدة اشتراکها فی انجاز الحدث القرآنیّ ، وقد ورد الاختلاف اللفظیّ فی البنیة اللغویّة والدّلالة مع الارتباط بنسبة خارجیّة واحدة على وفق ما یقتضیه مقام المخاطب ، فضلا على انسجام البنیتین مع نمط الحدث . وتحقّق احاطة مطلق السّلطة الالهیّة باحداث التّقاطع فی ثقافة المخاطبین الظّاهرة والخفیّة والسّاکنة والمتحرّکة دلالات متعدّدة بفعل ممارساتهم الطّقوسیّة غیر السّلیمة لمحاولتهم الافلات من قبضة السّلطة الالهیّة وضغطها المستمرّ علیهم ، وبهذا تضمّن النّصّ القرآنیّ دقّة اختیار الصّوت او المقطع بوصفه وحدة لغویّة خلال نقل المفردة من اصل وضعها اللغویّ المخزون فی الذّاکرة الى بنیة تحوّلیّة منجزة ثمّ الى بنیة افتراضیّة الانجاز فی محاکاة نمط الحدث المنجز للخطاب الالهیّ .