اثر الزمان فی الاحکام الفقهیة

الشریعة الاسلامیة خاتمة الشرائع الالهیة , فهی غیر محددة بزمان او مختصة بامة من الناس , بل هی لجمیع البشر , لقوله تعالى : ﴿ وَمَا اَرْسَلْنَاکَ اِلَّا کَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِیرًا وَنَذِیرًا وَلَٰکِنَّ اَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ ﴾ , سبا / 28 . فهی شاملة لجمیع الازمنة وصالحة للتطبیق مع تبدل الازمنة , وان الحکم الشرعی کونه ثابتاً لا یتغیر بمرور الزمان , لا ینفی ان التشریع الاسلامی قد لاحظ اثر عنصر الزمان فی کثیر من الاحکام , لانه من الطبیعی ان تکون الاحکام واقعیة ولیست مثالیة , وان تکون خالدة لا موقتة , لذا لا یمکن ان یُتجاهل دور الزمان فی جعل التشریعات , فالزمان عنصر موثر على ملاکات الاحکام باعتبارها تابعة للمصالح والمفاسد الکامنة فی الامور الواقعیة . والسوال المطروح هل یبقى الفقه الاسلامی جامداً فی عالم یضج بالتغیرات فی انماط العیش والوسائل , بل التغییر فی الروى والافکار ایضاً . ولمعرفة حیویة هذا الفقه وقدرته على المواکبة کان الموضوع محل البحث , وقد انتظم البحث والدراسة على مقدمة , وتمهید , فکان المبحث الاول : فی خصائص التشریع , وتعهد المبحث الثانی بتوضیح اسباب تغیر الموضوعات , مع نماذج تطبیقیة , وخاتمة , ونتائج للبحث , والمصادر المعتمدة لتوثیق البحث.