التعددیة الحزبیة فی افریقیا تجاربها وآفاقها المستقبلیة

شهدت الدول الافریقیة عملیة تحول دیمقراطی من نظام الحزب الواحد الذی کان سائدا فی معظم هذه الدول منذ الاستقلال وخلال مرحلة الحرب الباردة الى التعددیة الحزبیة و التحول السیاسی السلمی عبر آلیة الانتخابات التنافسیة منذ تسعینیات القرن العشرین ‘حیث شهدت القارة الافریقیة منذ منتصف الثمانینات تجارب ناجحة فی التداول السلمی للسلطة وعلى الرغم من ذلک لم تود هذه الاجراءات الى دعم التحول الدیمقراطی وانتشار الاستقرار فی هذه القارة ‘ اذ لازال هذا التحول یمثل ظاهرة سیاسیة جدیدة فی حیاة الدول الافریقیة تحتاج الى وقت طویل لتحدید معالمها وسماتها . وتوصل البحث الى ان تجربة التحول الدیمقراطی فی القارة الافریقیة شهدت تعثر وعجز فی العدید من الدول ونجاحات فی دول اخرى ‘ویرجع سبب التعثر الى طبیعة الاسباب التی دفعت هذه الدول للتحول وما اذا کان الهدف من التحول تحقیق الدیمقراطیة ام المواجهة الشکلیة للضغوط الداخلیة والخارجیة ‘ وعلى الرغم من هذه العوامل وما ارتبط بها من انماط للتحول تعبر عن الخصوصیة الافریقیة ادت للتحول الدیمقراطی من اجل مواجهة الازمات ‘ الازمات الداخلیة والمرتبطة بالضغوط الدولة ‘ ومما یبعث على التفاول حول نجاح التحول الى التعددیة الحزبیة فی افریقیا هو ایمان النخب الحاکمة بان التعددیة هی الفرصة المتاحة امام امکانیة انتقال السلطة سلمیا.