الفقر والعوز فی شعر القرن الثانی الهجری

تناولت الدراسة الفقر والعوز فی شعر القرن الثانی الهجری، من خلال دراسة نماذج مختارة لمجموعة من الشعراء – وهم على قلتهم- فقد تمکنوا من التعبیر عن الطبقة الکادحة المهمشة فی مجتمع ذلک العصر، والتی کانت تنادی بان تحظى بعطف المجتمع علیها، والالتفات الى ظروفها الاقتصادیة المزریة. وتبعا لذلک فقد عرضت الدراسة فی جانبها الموضوعی الموضوعات الرئیسة التی طرحها الشعراء الشعبیون، وتتمثل فی وصفهم لبیوتهم المقفرة، وآنیتهم الفارغة، وفرشهم البالیة، وثیابهم الرثّة، وحال ابنائهم وهم یئنون من الجوع، اضافة الى وصف حالتهم النفسیة وهم یکابدون شظف العیش، ومناداتهم بان یحیوا بکرامة تجنبهم ذلّ السوال، ومهانة الاستجداء. ایضا فقد کان للبخلاء وذمّهم نصیب وافر عند هولاء الشعراء؛ لانهم یمثّلون جانبا من المجتمع الذی قسا علیهم ولم یرحم ضعفهم وعوزهم. کما رکّزت الدراسة فی جانبها الفنی على ابرز سمات ذلک الشعر، ومنها اتکاء شعرائه على السخریة فی عرض قضایاهم، وتوظیف الصور الطریفة التی تصور سوء حالهم، اضافة الى استخدامهم معجم لغوی شعبی قد یصل احیانا الى درجة الفحش فی القول، مما یتناسب وحجم المعاناة التی کان یکابدها فقراء ذلک العصر، فضلا عن اعتمادهم على المقطعات القصیرة التی تودی الغرض مبتعدین عن تقالید القصیدة العربیة التی التزم بها شعراء عصرهم.