قیمة الجوار فی ذهن الشاعر العربی القدیم (دراسة موضوعیة)

عاش الشاعر العربی القدیم فی بیئة تحکمها مجموعة من القیم المتوافق علیها مدحا وذما، حتى غدت فی بعض الاحایین ذات هیمنة على ذهنه اثناء البناء الموضوعی لنصه الشعری، بحیث لا یستطیع الهروب منها او الانفکاک من هیمنتها علیه، کونها انصهرت بعقله الواعی او اللاوعی الجمعی، ومن هذه القیم قیمة الجوار التی ابتدات قیمة اجتماعیة عرفیة واجبة المراعاة عند کل عربی، ثم تحولت الى اداة یستعملها الشاعر العربی فی منتجه الادبی. من هنا جاءت الرغبة فی دراسة قیمة الجوار ذات الهیمنة على ذهن الشاعر العربی، عندما یمدح او یهجو او یفتخر، ومعرفة اسبابها ودواعیها، التی اصبحت عند عدد من الشعراء مرتکزاً اساسیاً فی البناء الموضوعی، فضلا عن تحویل النص الشعری الى لوحة اخلاقیة تحمل فی طیتها سمات اجتماعیة بطریقة فنیة یکتب لها الحیاة والسیرورة على السن ابناء المجتمع ، بحیث من الصقت به قیمة الجوار اضحى مقدما بین ابناء قومه ومدعاة للفخر له ولابنائه.