دراسة تقنیات التغریب لمعالجة المضمون فی قصص غادة السمان القصیرة وفقاً لنظریة فیکتور شکلوفسکی

یعدّ المضمون وهو العنصر الاکثر ثباتًا فی قصة ما لبنة لسرد القصص ومصدراً خصباً للباحثین فی دراساتهم الادبیة. فهذا العنصر هو حلقة الاتصال بین العناصر القصصیة ویتحقق اللقاء والمشارکة بین المصدر والجمهور بسیره خلال العمل الادبی ولذلک یری الادباء التقلیدیون انّ القصة الامثل هی الّتی تمّ صقل مضمونها. یوکد الشکلیون کغیرهم من الادباء علی هذا الامر ولکن ما یهمهم هو کیفیة التعبیر عن هذا العنصر لانهم یعتقدون انّ الموضوعات والمضامین المختلفة کالحب والموت والشعور بالوحدة وما یشبهها التی طالما کانت مفضلة للعدید من الشعراء والکتّاب غیر مرحبة الا اذا کانت مقترنة بالابتکار والابداع. فعلی الکاتب ان یجیء بالحیل المختلفة والاسالیب المتنوعة حتّی یزیل الرائحة القدیمة والمعتادة لهذه الموضوعات والمضامین المتکررة. فی هذا الصدد حاولت الکاتبات العربیات مثل الکتّاب العرب الذکور دائمًا استخدام الاسالیب الفنیة واللغویة، فقمن بمعالجة هذه المضامین المتکررة فی لباس جدید الا انّ دراسة وتحلیل طرق الانتباه الى هذا العنصر فی قصص غادة السمان القصیرة ذات قیمة کبیرة حیث تجاوزت آفاق اللفظ والمعنی بخیالها الواسعة. فحاول البحث دراسة قصصها القصیرة فی هذا المضمار وتوصل الی امکان اعتبار غادة السمان حدثًا غیر متوقع فی ادب المراة العربیة المعاصرة الّتی تجمع بین المنظور النسائی والخیال الفنی واللغة الشعریة والعاطفة الانثویة مع موضوعات ذکوریة فی العدید من قصصها کما تقوم بتنشیط المضمون وتجدیده باستخدام التقنیات الجمالیة المصممة الّتی تضفی علی النص شعریته وتمنحه القدرة علی التاثیر.