تمثُّلات (السیمیوزیس النصی) وآلیّاتِ (المُعادِل الموضوعی) بین (النسق الصوتیّ) و(الدلالة الایقاعیّة)سیمیوز (البحر) فی شعر (ادیب کمال الدین ) انموذجاً تطبیقیاً

تنظرُ السیمیاء الى النص ، على انَّهُ علامةٌ کبرى تتبلور من اجتماع وتوائم علامات صغرى ، هذه العلامات الصغرى ، تُمثّلُ نبض النص وحیویته ، عندما تتحرکُ على وفق آلیة وعلى وفق سیرورة ، تتیحُ لها الاندراج ضمن سیاقات ومدیات وانساق متنوّعة ، ومتباینة ، ومتناقضة ، ومتخالفة ایضاً فالعلامة تتحرک فی کیان النص وتتداخل وتتعالق فی انساق ، بذلک انَّ السیموز لایمثّل العلامة ذاتها بقدرِ ما هو التاثیر الذی تنتجه هذهِ العلامة فی ضوء حرکیتها وانسیابیتها ضمن مساراتٍ نسقیّة وسیاقیة ، والسیمیوز هو ذلک الفعل المتبلور نتیجة علاقة ثلاثیة دائریة بین الممثل العلاماتی ، والموضوع العلاماتی ، والموول العلاماتی ، وفی هذا البحث نحاول استنطاق الفعل التدلیلی للسیمیوز بوصفِهِ ظاهرة ادبیّة فنیّة جمالیّة ، وفی ضوءِ الانساق الصوتیة واستنطاق الدلالات الایحائیة لهذه الانساق ، ومدیاتها الایقاعیّة ، والسیمیوز متنوع الاشکال کثیر التمظهرات فی شعر (ادیب کمال الدین ) ، ووقع الاختیار على سیمیوز (البحر) لِما له من اثرٍ خاصٍ ولِما له من وقعٍ نفسیٍّ ودلالیٍّ وروحیٍّ فی شعرِ الشاعرِ ، فهو علامةٌ فارقةٌ وسیمیوز دالٌ ومنفتحٌ على الکثیرِ من الملامحِ والمعالمِ والتاویلاتِ ، البحرُ مظهرٌ عمیقٌ تستترُ خلفه الکثیرُ من عواطفِ الشاعرِ وامنیاتِهِ وطموحاتِهِ .