الرموز الصوفیة فی شعر الشیخ البهائی

ان الشعر الصوفی هو الذروة فی الشعر العربی، وهذا الشعر لا یعلم قیمته الّا من له ذوق رائق؛ لانه یلامس شغاف القلب و یمتع الروح و یرتقی بها الى اعلى المراقی. و یمثّل الادب الصوفی لوناً من الوان الادب الرفیع؛ یحمل فی طیاته اسمی معانی السمو الروحی وخصائصها. فالتراث الصوفی کای مذهب فکری او دینی له لغته و مصطلحاته التی یمتاز بها عن غیره و التی تحوی آراء المتصوفة و عقائدهم. و قد الفینا الشیخ البهائی کغیره من الشعراء مال الی استخدام هذه اللغة فی بعدها الرمزی الاشاری للایحاء بافکاره و عواطفه، لیخرج من نطاق المالوف الى الایحاء و الغموض ، و ذلک لدلیلین، احدهما: حرصاً على عدم التصریح بما یختلج بنفسه ، و ثانیا : حیث اعتبر الرمز احد الاسالیب الجمالیة الخاصة التی عمد الیه الشعراء لتوسیع آفاق الصورة الشعریة.فهذه الدراسة تحاول البحث فی الرموز الصوفیة التی تناولها الشیخ البهائی فی دیوانه ، و الکشف عن مفهوم هذه الرموز و هی جهاد النفس فی سبیل معرفة الله و العبادة الخاصة له و الحضور الدائم الله و دلالاتها فی شعره.