البناء الاجتماعی لمجتمع خلافة الحسن بن علی (ع) و اثره فی قرار الصلح

لدى استشهاد امیر المومنین (علی بن ابی طالب) (ع) تسلم ابنه (الحسن) الشهید (ع) قیادة المسلمین فی ظل ظروف سیاسیة معقدة، فکان رجل حق ، نافذ البصیرة ثابت القلب، مستقر النفس، فتدافعت امواج الاهتزاز فی الضمیر العربی المسلم، وانکشف الستر وانقشعت کل السحب التی تمثل الضلالة والتمویه، واشتعلت الحیاة العقلیة بالمناظرة والمحاججة المبنیة على منطق الاستدلال والاستقرار، واتبعت الاهواء المنحرفة، فتملک الخوف والتردد الناس، والتمزق الداخلی یعیث بکیان الامة، فلا الموشر الانسانی مستقر الذبذبات، ولا الاستقرار الذاتی نابع من الاعماق. بمثل هذا الجو المرتبک انثال المسلمون مبایعین الامام (الحسن بن علی) (ع) وکانت تلک البیعة شرعیة شارک فیها بقیة السابقین فی الاسلام، وممثلوا القصبات والاقالیم، وکثرة من المجتمع العراقی بخاصة، وکانت هذه البیعة رضى للخاصة وفرحاً عظیماً للعامة. وعلم (معاویة بن سفیان) بهذه البیعة، فامتلا قلبه حقداً، واستعد للحرب حیث اشترى الذمم والضمائر، واستمال رجال القبائل، وتجاوبت معه اتبع ذلک کله بحملات القوة والارهاب.