نماذج من اسالیب تثبیت السلطة خلال العصر الفاطمی الاول (358-465 هـ /968-1072م)

انَّ الفاطمیین سعوا بما لدیهم من سیاسة وحنکه، لاثبات صحة نبسهم، وقد افادهم کثیرًا فی تثبیت سلطانهم فی مصر، وتقبل المصریون لفکرهم وسیاستهم، وذلک للمکانة المقدسة للرسول محمد k ، وآل بیته فی نفوس المصریین، وفتح مصر یُعد حدثاً اکثر من مجرد تغیّر فی الاسر الحاکمة، بل عُدَّ انقلاباً جذریاً دینیاً ثقافیاً، فلاول مرة فی التاریخ حَکمتْ مصرَ دولة لا تدین ولو بالولاء ولو الاسمی لبغداد، واتخذ الفاطمیون من العطایا وسیلة للتقرب من الشعوب التی حکموها وتالیفاً لقلوب عامة المصریین واستمالة رجالات دولتهم من القادة والجند والعلماء والشعراء، واهتم خلفاء الدولة الفاطمیة وکبار رجالات الدولة بالجانب الثقافی(الفکری)؛ لنشر افکارهم ووسیلة للدفاع ضد خصومهم، فضلاً عن استعمالهم وسیلةً من وسائل دعوتهم السیاسیة على نحو ما اتخذته الاحزاب السیاسیة فی العصر الحدیث.