جمالیة الاسلوب والمقصدیة فی مجموعة سرنمات لولید النبهانی

تتمتع القصة القصیرة جدًّا بممیزات فنیة وجمالیة تجعلها ذا فاعلیة فی عملیة تثقیف المتلقی ودفعه للمشارکة فی عملیة السرد، ولقد تنبّه القاصّ العمانی لهذه الممیزات وسعی لتوظیفها من اجل الوصول الی اهدافه الادبیة والثقافیة. تهدف هذه الدراسة الی الوقوف علی التجربة القصصیة العمانیة ممثلة بتجربة الکاتب ولید النبهانی، وذلک للتعرف علی اهمّ الملامح الفنیة والجمالیة التی تمیّزت بها مجموعته سرنمات اسلوباً؛ بدءاً بدلالات العنوان الغامض، ومدی ارتباط هذا العنوان بالعناوین الداخلیة ومضامینها. والاعتماد علی اسلوب المفارقة واظهار التناقضات لتعمیق احساس المتلقی بالظواهر التی یتبنّاها. وتوظیفه للنصوص المثیرة الملغّزة ذات التاویلات المختلفة، من اجل تفعیل ثقافة القرّاء عن طریق تقنیة التناص. وانتهاج مبدا الرمزیة کوسیلة لتکثیف النصوص، مستخدماً رموزاً مبتکرةً جدیدة تشکل تحدّیاً للقارئ. کما تسعی هذه الدراسة الی التعرّف علی مقاصد الکاتب من وراء اختیار موضوعاته القصصیة وعرضها فی قالب القصة القصیرة جدًّا. ولقد اعتمدنا فی الدراسة المنهج التوصیفی- التحلیلی المناسب لتحلیل القصة القصیرة جدًّا ونقدها. واخیراً، تبیّن لنا انّ رغم الخصائص الفریدة للقصة القصیرة جدًّا؛ من قصر الحجم والتکثیف الشدیدین، الّا انّ الکاتب استطاع ان یستخدمها بمقصدیة ماهرة للوصول الی اهدافه المتعدّدة، وبثّ رواه الانتقادیة ازاء مظاهر الحیاة فی المجتمع العمانی، ودعوة الجیل الجدید الی المحافظة علی میراث الاجداد.