الخطاب السلطوی فی نماذج من القرآن الکریم

یستدعی مقام التلفظ للخطاب افتراض متکلم او مستمع هدفه الاول التاثیر فی الثانی ما یجعله فی هذه الحالة شکلا من اشکال الایدئولوجیا یمده بفرض السلطة والهیمنة کما یعتقده فوکو. فالخطاب هو عبارة عن دالة السلطة وممارسة ایدیولوجیة والقدرة الفائقة على صوغ القوانین وتاطیر المتکلمین فی اطار من شبکة الاوامر والنواهی والعاد والقیم. فقد اراد البحث عبر المنهج الوصفی ان یتناول الخطاب السلطوی فی بعض من آیات القرآن الکریم وقد بیّن فیها مدى علاقة صیاغة الخطاب بالایدئولوجیا ومدى اثر الظواهر الاجتماعیة والثقافیة والسلطویة والسیاسیة فی تکوین وبلورة الخطاب خاصة فی خطابات فرعون النقدیة السلطویة کما توصل البحث بان مقام التلفظ هو الذی منح الخطاب التاثیر والسلطة وجعل لفرعون التفوه بمنطق الالوهیة واعتبار الانا، مطلق السلطة ما احال مقام التلفظ او افقه الى ساحة مواجهة مع کل من شانه ان یستلب حریة الانا او یلغیها او یهمش دورها ولم یتوقف الامر عند هذا بل صنعت السلطة خطابها عند فرعون ومن ثم ایدئولوجیتها وهذا ما یخول الانا (فرعون) بان یصنع خطابه وایدئولوجیته ازاء الخطابات الاخرى حیث اعتبر نفسه الرب الاعلى وبما ان لاتوجد سلطة بدون ایدئولوجبا اخرى معارضة تمثلت الاخیرة فی خطابات موسى والسحرة (المومنین) تعبیرا عن ارادة قوة ما فی مقابل ارادة قوة اخرى ولاننسى ان هذا بسبب التغییر فی معنى الکلمات حسب الاختلاف فی الایدلوجیات والمواقف کما ان المقصود من الرب والدین والفساد هو غیره عند موسى وفرعون.