الجهود الفکریة لعلماء بغداد فی الرد على الدعوة الوهابیة فی القرن التاسع عشر ( دراسة فی نموذج )

کان للعراق اثر ریادی کبیر فی مواجهة الدعوة الوهابیة , فقد شارک علماوه مبکراً بشکل مباشر فی السجال الفکری الدائر فی الجزیرة العربیة مع شیخ الوهابیة واتباعه ؛ وذلک لاسباب متعددة : منها زیارة ابن عبد الوهاب الى البصرة التی اقام فیها مدة من الزمن واخذ عن علمائها قبل ان یخرجه اهلها من مدینتهم مطرودا فی سنة 1739 لما اظهره من سلوک منحرف , والغارات الوهابیة المتکررة على نواحی العراق وحدوده ومراسلته لبعض علماء العراق , واتهام معظم اهله بالکفر المسلمون منهم خاصة الذین یعظمون الاولیاء والصالحین ویتوسلون بهم الى الله سبحانه وتعالى , لذا کان لعلماء العراق وبغداد على وجه الخصوص موقف من الدعوة الوهابیة , وقد برز منهم الشیخ داود بن سلیمان البغدادی النقشبندی المعروف بابن جرجیس (1816-1881م) الذی عُد اکبر معارض للوهابیة على الاطلاق فی نهایة القرن التاسع عشر , وانها لا تملک شرعیة اسلامیة , وکشف الکثیر من سلبیات الدعوة الوهابیة وتطرفها بعیداً عن تعالیم الشریعة الاسلامیة السمحاء .