الاغتراب فی اشعار ابن نحاس

من احدی القضایا التی تهم الشعر و الادب و التی مازالت تطرح فی جمیع الاعصر طوال التاریخ الادبی هی قضیة الاغتراب و التشکی من المجتمع التی کانت موضع الاهتمام و العنایة فی کل فترة ما لعصور التاریخ الادبی و لم تقل من اهمیتها ، بل کان هناک شعراء انتهجوا منهج التغرب و الشکوی حسب اسباب و علل منها عدم التصالح بالمجتمع ، سیادة السلطات السائدة و الفشل و الخیبة فی الحب و... وقد توسعت هذه الظاهرة خاصة فی حقبة لم تتمتع سلطات المجتمع بالدرایة الکافیة لادارته متابعین مصالحهم الشخصیة. بما ان للشعر علاقة وثیقة مع الوضع الفکری ، السیاسی و الاجتماعی السائد فی المجتمع و انه یصور الاحوال و التغییرات له فی کل واحدة من المراحل القائمة، فان این نحاس کون وصفه احد شعراء حلب البارزین و الذی کان متمتعا بالذوق الادبی الرفیع مقارنة مع شعراء آخرین من عصره ، فاستطاع ان یقوم بتصویر الحقائق و الواقعیات الاجتماعیة لنفسه من بوابة النظرة الواقعة والمطالبة بالحقیقة عندما کان قد سیطر السلاطین العثمانیون علی بلده و کذلک فانه تمکن عبر مضامینهاالمدحیة من ان یعرض روحه الصادقة بواسطة التبیین للوقائع والحوادث المحزنة المولمة الناتجة عن فشل الحب. و یمکن القول ان فشله فی الحب قد کان من احدی العوامل و الاسباب المهمة للتغرب الذی انتهجه ابن نحاس.