التشکیل الرومانسی فی شعر نضال القاسم

یعتمد التشکیل الشعری الرومانسی اعتمادا شبه کلی على عنصر الطبیعة، والشعراء هم اکثر بنی البشر ولعا بالطبیعة وسعیا لمعرفة اسرارها لتوظیفها فی اشعارهم وتجاربهم الشعریة، التی ترى فی نقاء الطبیعة وصفاء دلالتها ومعناها ممولا رئیسا لتجربة القصیدة على مستوى الشکل والمضمون، ولعل وصف جمال هذه الطبیعة من الموضوعات التی تسابق الشعراء منذ القدم لبعثها فی شعرهم، وحفلت صورهم الشعریة المتنوعة بالبعد الرومانسی من خلال حضور مفردات الطبیعة وتجلیاتها وصورها. تمثل تجربة الشاعر الفلسطینی الاردنی نضال القاسم نموذجا رومانسیا واضحا من خلال میل الکثیر من قصائده نحو الفضاء الرومانسی بتجلیاته المختلفة، وعلى الرغم من ان شعره یحتشد بالرویة الوطنیة القومیة فی التعبیر عن جوهر القضیة الفلسطینیة بوصفها القضیة - الام لاغلب الشعراء الفلسطینیین، غیر ان البعد الرومانسی یتحول الى اداة من الادوات الفاعلة فی رسم السیاسة الشعریة فی تجربة الشاعر، سواء على مستوى تمثیل القضیة الفلسطینیة بمضمونها الوطنی والقومی والانسانی من جهة، او من ناحیة الاشتغال على الصور الفنیة بوصفها حساسیة فنیة جمالیة لا یمکن ان یهملها الشاعر لصالح موضوعه الشعری الاساس.