التصوّر الفلسفی للنّفس

البحثُ فی النّفسِ من اهمَّ الابحاث الفلسفیّة الّتی شغلت العقل الانسانیّ عبر الازمنةِ والعصور ، منذُ بَدء العقلُ مسیرته الظّافرة فی طرح جملةٍ من الاسئلة الکبرى والاجابة علیها ، من هذه الاسئلة ما یختصُّ بالنّفس الانسانیّة ، حیثُ تباینت الرّوى والتصوّرات الفلسفیّة حیالها ، فقد درَسَ فلاسفة الاغریق (سقراط ، افلاطون ، ارسطو وغیرهم ) موضوعةَ النّفسِ ، الّتی لم تغفل عنها العقائدُ والدّیانات السّماویّة ، سیّما فی الکتاب المُقَدَّسِ والقرآن الکریم ، ما کان له اثَر کبیر فی التصوّرات الفلسفیّة اللاّهوتیّة اللاّحقة ، فی العصور الوسطى والحدیثة کما هو الحال لدى ( البرت الکبیر ، توما الاکوینی ، کانط ، دیکارت ، هوبز وغیرهم ) وفی الفلسفة العربیّة الاسلامیّة الوسیطة والمعاصرةِ ، جرى البحثُ فی النّفس مِن جانبِ کبار الفلاسفة العرب والمسلمین امثال ( ابن سینا ، الغزالی ، ابن رشد ، عبد الرّحمن بدوی وغیرهم ) . وللوقوف على حقیقة التصوّر الفلسفیّ اللاّهوتیّ للنّفس ، آثرنا دراسة طائفة من الآراء الفلسفیّة اللاّهوتیّة ، لکبار فلاسفة الاغریق القدماء ، والفلاسفة الاوربیّین فی العصرین الوسیط والحدیث ، و الفلاسفة المسلمین والعرب ، فی الحقبتین المتوسّطة والمعاصرة .