جدلیة تجرد النفس و تکاملها البرزخی

التکامل البرزخی من الابحاث المهمة المرتبطة بمصیر الانسان والنفس بعد مفارقتها للبدن والانتقال الی عالم آخر یسمی عالم البرزخ، ویعتبر الوحی وما جاءت به الرسل وعلی راسهم النبی (ص) مصدر الهام لهذا الامر المهمّ الذی لا یمکن للعقول ان تصل الیه بمفردها. وهو من الامور المسلم بها فی الشرائع السماویة بما فیها الشریعه الاسلامیة السمحاء، والتکامل لا یتمّ الا من خلال الحرکة والتغیر، والحرکة لا تقع الا فی عالم المادة، فاذا استطعنا اثبات ذلک فقد اثبتنا التغیر و الحرکة للنفس بعد مفارقتها للبدن، و لباقی موجودات ذلک العالم التی تعدّ من المجردات المثالیة. فقد حاول الفلاسفة الاسلامیون تخریج هذا البحث تخریجا عقلیا یتناسب مع مبانیهم الفلسفیة والحکمیة، لکن نظرا لضیق المفاهیم الفلسفیة المشائیة لم یتمکنوا من تقدیم شیء معتبر یعتنی به، حتی وصل الامر الی صدر المتالهین حیث قام بهذا العمل وبعبارة ادق اعدّ الارضیة المناسبة للبحث والتحقیق وترک المجال مفتوحا لمن جاء بعده، وهذا الامر فی حدّ ذاته مهمّ؛ لانّ حکمته تتصف بهذه المرونة بخلاف الفلسفة المشائیة. ونحن نسعی فی هذا المبحث ان نکشف الغموض عن بعض زوایاه ونعرض اهمّ الادلّه التی یمکننا من خلالها اثبات هذه المسالة المهمة المتعلقة بمستقبلنا.