لسان العرب ولغاتهم

ساعین الى تقدیم صوره عن المشهد اللغوی فی الجزیره العربیه قبل الاسلام، وتعایش الانساق اللغویه العربیه المتفاوته، فظهور عوامل تساعد على تقریب الشقه اللغویه بین الفاعلین العرب، ثم بروز عوامل جدیده تحث على حمایه المنتج المشترک من اهله ومن الاجانب الذین التحقوا بالدین الجدید واسهموا فی الحضاره العربیه الاسلامیه. تتمیز هذه الدراسه عن غیرها من الدراسات بالنظر الى ان فساد اللغه الآتی من الآخر لا یناقض الفساد اللغوی الذی تصنعه لغات العرب ویلغیه. وتقضی فرضیتنا بان العربیه المشترکه صناعه لاحقه على لغات العرب ولحونها التی رعتها واحکمتها ورونقتها الحاجات الروحیه التی سمت وارتقت بها لتصبح لغه امثل واجل، ای لغه للالهام تتحول الى لغه للوحی. هذا الوضع المعطى للغه العربیه هو الذی صنع للعرب صوره میتافیزیقیه عن لغتهم. ومن جهه ثانیه، فان الانتقال من مستوى لغوی طبیعی الى مستوى لغوی علوی تطلب تدخل جیل من النحاه له خبره لا باللهجات والفصحى فحسب، بل باللغات السامیه ایضا لیرسی خصوصیات وتفردات نظامیه. وعلاوه على ذلک، فان علاقه الفصحى بلغات العرب توکد ان للعربیه طریقتها الخاصه فی استحضار التنوع والتغیر، وان اللغات لا تقف فی الطرف المقابل للفصحى، وانما ینسج الطرفان بینهما علاقه تلاحم تحمی تقسیم العمل بینهما وتکرسه.