العلاقات الاردنیة المصریة (1981-1989)

ان علاقات البلدان العربیة فی الوطن العربی کانت تربطها روابط مشترکة هی التاریخ والدم والدین واللغة والارض المشترکة، ومهما اختلفت وجهات النظر السیاسیة بین الدول العربیة لم توثر على الولاء الوطنی للدول العربیة وانتمائهم للامة العربیة لم توثر على الوحدة العربیة التی تقف امام تدخلات الدول الخارجیة التی تستهدف تحطیم الوحدة الوطنیة للاقطار العربیة. وبهذا نلاحظ ان الدول العربیة تقف ید واحدة تجاه ای تدخل یمس وحدة الوطن العربی. وخیر دلیل على هذه الوحدة هی العلاقات الاردنیة- المصریة من ١٩٨١-١٩٨٩. فمهما توترت العلاقات بین البلدین الا انها لا توثر على وحدة الوطن العربی ولم تثنی عن مساعدة بعضها البعض والوقوف بوجه ای تدخل اجنبی یمس وحدة التراب العربی. وبسبب اختلاف وجهات النظر السیاسیة بین البلدان العربیة ادت الى توتر العلاقات بین الاردن ومصر تارة وتحسنها تارة اخرى. وخاصة عندما تداول على حکم مصر ثلاث روساء من ثورة ١٩٥٢ الى الثمانینات ولکل رئیس من هولاء الثلاثة توجهاته وسیاسته الخاصة فی تعاملاته الخارجیة مع البلدان العربیة ومنها الاردن. لذلک کانت العلاقات المصریة الاردنیة فی عهد جمال عبد الناصر متقاربة لکن فی عهد الرئیس محمد انور السادات (1970- 1981) کانت مضطربة لکن فی عهد الرئیس محمد حسنی مبارک کانت اکثر انسجاماً حتى وصلت الى التعاون العربی المشترک بین الدول العربیة. حتى ان المواقف السیاسیة التی اتخذتها مصر تجاه تطور القضایا العربیة فی ذلک الوقت على توجه الدول العربیة للمصالحة معها لخطورة الاوضاع التی یواجهها الوطن العربی من صراعات داخلیة تستهدف تحطیم الوحدة الوطنیة للاقطار العربیة بالاضافة الى ان مصر تشکل قوة سیاسیة کبیرة فی المنطقة ولابد من عودتها للصف العربی. وایمان الملک حسین بان مصر وحدها التی تستطیع ان تعید سوریا الى صوابها اثر معاداتها للعرب ووقوفها الى جانب ایران فی الحرب العراقیة الایرانیة واعادة العلاقات مع مصر یعود لاسباب داخلیة تخص الاردن وخاصة تاثر الاقتصاد الاردنی بظاهرة الکساد الاقتصادی لتصبح مصر سوق للبضائع الاردنیة وبهذا اتفقت وجهات النظر الاردنیة المصریة وعادت العلاقات وتشکل مجلس التعاون العربی بین مصر والاردن والعراق والیمن فی ١٦ شباط ١٩٨٩.