تداخل السرد فی شعر لمیعة عباس عمارة

حاز الشعر العربی فی الدراسات الادبیة مکانة ممیزة، لکونه یلامس المجتمع بجمیع جوانبه، ویترجم اوجاعه، ویوثق تاریخه، فضلا عن ترجمته للقضایا التی تمس الانسان. وتعد الدراما الشعریة من ابرز الموضوعات المهمة، بعد ان اخذت الغنائیة تتضاءل لتحل محلها الدرامیة لما بها من تعبیر عن مشکلات الانسان وهو یواجه تناقضات المجتمع وواقعه المرّ. وتداخل فن القصة فی شعر (عمارة) من الموضوعات المهمة اذ انَّ الشاعرة تمکنت من المزج بین عناصر القص والشعر فی قصائدها. وهی من اوائل الشعراء الذین یمیلون الى النزوع السردی باعتباره ظاهرة واضحة وبارزة فی شعرهم، وجاءت معظم قصائدها باسلوب السرد الذاتی، فاثمر هذا الاسلوب عدة انواع من القصائد کقصیدة السیرة، وقصیدة الرسالة، فضلا عن قصیدة الیومیات، ثم جاءت بالمرتبة الثانیة قصائدها المبنیة على اسلوب السرد الموضوعی فمنح ذلک النص الشعری المبنى الحکائی بمختلف مستویاته. فاولت الشاعرة اهتماما ملفتاً للنظر لرسم شخصیاتها فی نصوصها الشعریة، وذلک من خلال العرض والکشف تارة، والاخبار تارة اخرى، فتمکنت من المزج بین هاتین الطریقتین، وتعددت الشخصیات فی قصائدها فوجدنا (الادبیة والدینیة والشعبیة والسیاسیة والتاریخیة... الخ). و صورت الشاعرة المکان الالیف وهی الصورة الطاغیة على معظم قصائدها، فی حین کان المکان المعادی اقل حضوراً فی قصائدها.