البنیة الحجاجیة خطبة الزهراء (علیها السلام) مثالا

الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعین محمد وعلى آله المنتجبین. وبعد:- بزغ فجر الاسلام فی ربوع مکة، ونشر اشعته الذهبیة على ارکان الحرم، ومقام ابراهیم والحجر، وطارت نسمات الحق باجنحة من نور نحو افاق البسیطة، تحمل نور الله بید محمد واله المنتجبین، لیدخل السلم والطمانینة فی قلوب طالما اعتراها الجدب والهم والالم، لحاجتها لسد جوع فی المعتقد والدین، قلوب وانفس احتاجت الى مخلص فکان محمد(صلى الله علیه واله)، واحتاجت الى تابع ووصی یکمل المسیرة فکان علی (علیه السلام) وام وسیدة ومثال یعکس نور محمد (صلى الله علیه واله وسلم ) نفسه فکانت فاطمة، التی خطفها الموت سراعا وتطلبها بعد ابیها فی بضعة اشهر، الامر الذی جعلها قلیلة النتاج کبیرة الاثر، فیما سطر بعدها من تاریخ مضرج بخیط دم سال ولم ینقطع دم مقدس کان منارا لکل ثائر لاجل الحق وطالب بالمساواة . وهذا یضعنا الان امام شیء من نتاج تلک المراة ؛ خطبة عصماء کانت هی الشرارة لما هو ات، وحجر الاساس لما سال من دم طاهر. وسنحاول تتبع کل ذلک بالبحث الموسوم بـ البنیة الحجاجیة خطبة الزهراء علیها السلام الفدکیة مثالا، لمحاولة توجیه وسبر اغوارها عن طریق بعض آلیات الحجاج وعناصره الاساسیة. وتبعا لمقتضیات الموضوع فقد اشتمل البحث على تمهید بینا فیه موضوع الخطبة وسبب القائها واهم العوامل التی استدعت خروج سیدة النساء وکوثر ال محمد الى العلن لتوجیه الناس، وبعدها نمر سراعا لبیان ماهیة الحجاج ومفهومه. وفی المطلب الاول نتحدث عن الاستلزام الحواری، وفی المطلب الثانی نتطرق لدراسة نظریة افعال الکلام ثم خاتمة نبین فیها اهم النتائج فقائمة بالمصادر والمراجع، هذا ولابد من الاشارة الى ان الباحثین قد اعتمدا لدراسة الخطبة على مانقله ابن ابی طاهر المعروف بابن طیفور (ت، 280) کونها قد نقلت عن طریقه باسانید معتبرة لم تخرج فی رجالها عن ابی الحسین زید بن علی بن زید بن علی بن الحسین یبلغ به فاطمة.