تحولات الزمن فی روایة (نمش مای) لفلیحة حسن

یقولون ان الزمن بمثابة الجهاز العصبی للروایة، فلا روایة دون زمن، ولا حدث دون تاطیر زمانی ظاهر، او مخفی، وفی التزمین یتضح عنصر الرویة وتتجلى بنى القص الاخرى؛ لان الروایة وهی مخاض عسیر لتجربة انسانیة تحتاج لتدور مع دوران الانسان فی هذه الحیاة، وفی تفاصیل السرد یُعول على تفاصیل الموقف، وبینونته الوقتیة لتکون نقطة انطلاق، او نکوص، فکل الحوارات والذکریات والاحداث تنطوی علىاجندة حتمیة لزمن یرهن ما سیکون عبر اثیر السرد. فی هذا البحث حاولنا تقصی الزمن فی واحدة من تجارب فلیحة حسن الروائیة؛لان نمش مای وهی التی ستمثل المتن التطبیقی کانت وقتذاک انتقالة غیر محسوبة لنوع سردی یتصف بالقصر، اذ هی روایة قصیرة على ادق الاوصاف واکثرها ادبیة، ولاننا تعودنا على تسطیح الاحداث ومدّها من خلال الروایة الطویلة، سنجد النص هنا مشحون بالازمنة والامکنة معاً، والکاتبة تتقصد الاقتضاب والانتقال السریع؛ لانها تشتغل على نص ادبی سردی قصیر، وهی لذلک تحاول الایجاز، والاقتصاد فی الاحداث منعاً لتشرذم الحبکة. والسوال الاهم فی هذه الفسحة البحثیة هو کیف اختزلت الکاتبة الزمن، لتثبت لنا نظریتها (الادبیة) القائمة على استراتیجیة (تسریع / توقیف) الزمن، ومن ثم الانطلاق منه لابتناء احداث قد یراها القارئ منسلخة عما قبلها، او منفصلة عن رتم الزمن الحقیقی؟ ولذلک سنواجه هذا التساول من خلال تحلیل الحدث نفسه وبیان علاقته بما (قبل / بعد) لرسم صورة مقربة للمراد (زمنیاً). وسنحاول قراءة الروایة (زمنیاً) وفق المنهج البنیوی، ومقولات تودوروف لنقف على التحولات المائزة التی شکلت علامة فارقة فی بنیة الزمن الروائی، وکیفیة ابتعادها او قربها من الزمن الواقعی.